الثورة – جهاد اصطيف:
يقف مئات الموظفين، خاصة المتقاعدين يومياً أمام الصرافات الآلية لقبض رواتبهم، إلا أن معظمهم يعودون إلى بيوتهم من دون تحصيل مصدر دخلهم، ليتكرر المشهد في اليوم التالي من دون جدوى.
صرافات كثيرة.. ولكن!
في ساحة سعد الله الجابري بحلب، يوجد كوة تضم نحو ٤ صرافات للبنك التجاري، وفي الجهة المقابلة عند البريد يوجد صراف آخر، وعلى بعد نحو ١٠٠ متر يوجد مقر للمصرف التجاري بقرب سينما أوغاريت، وعلى شماله يوجد مقر آخر للتجاري، ويوجد في غير منطقة مقر آخر بالقرب من فرع مؤسسة الإعلان، عدا عن الصرافات عند مبنى المالية وسواها، وكلها تتوفر فيها صرافات، لكن معظمها إما معطل كلياً أو جزئياً، الأمر الذي جعل طوابير المواطنين أمام الصرافات تمتد لمسافات طويلة، وساعات الانتظار لا تخلو من مشاحنات بين الواقفين ممن يظن أن أحداً يحاول التعدي على دور آخر أمامه.
الأزمة ليست جديدة
الأزمة أمام صرافات التجاري بحلب ليست حديثة العهد، ولطالما اشتكى المواطنون منها، وسخروا من الدعوات السابقة، أيام النظام البائد، لإيجاد حل يضمن كرامة الموظفين والمتقاعدين عند استلام رواتبهم، لتكرار خروج هذه الصرافات عن الخدمة بسبب أعطالها غير المنتهية أو بسبب انقطاعات التيار الكهربائي، أو بحجة العقوبات وغيرها الكثير من المبررات التي كان يسوقها المعنيون عن هذه المشكلة المستعصية فعلاً.
بعض المشاهدات
الحال ذاته اليوم يتكرر، وحسب مشاهدات صحيفة الثورة، أعداد لابأس بها يأتون يومياً للحصول على رواتبهم، وبعد الانتظار الطويل لساعات يكتشفون أن رواتبهم لم تنزل بعد إلى حساباتهم، فيعودون خائبين إلى منزلهم، حسب ما تحدث به أكثر من متقاعد كان عند صرافات التجاري، وبعضهم تعتصر عيناه بالدموع.
هاني- موظف، شرح معاناته وقال: إن الوزارة التي يعمل فيها تأخرت في توطين رواتب موظفيها، وهو يأتي يومياً على أمل سحب راتبه، لكنه لا يستطيع بسبب الازدحام الكبير، وإذا ما نجح في سحب راتبه فإنه سيدفعه إلى قريب اضطر للاستدانة منه لتأمين قوت عائلته.
وبينت سيدة خمسينية أنها نجحت أخيراً بسحب راتبها بعد مشقة، إذ كانت تقف لساعات تنتظر دورها، ولسان حالها يقول كما المنتظرين على طوابير تحولت إلى ساحة للنقاشات العامة يدور فيها الحديث عن الهم الاقتصادي ومستقبل البلاد التي تسير نحو الأفضل، بالرغم من العديد من المنغصات والتحديات الكبيرة التي تعترض الإدارة الجديدة، نتيجة التركة الثقيلة التي خلفها النظام البائد في مختلف المجالات، منها معاناة المواطنين والموظفين في مسألة قبض رواتبهم من البنك التجاري تحديداً، ويحدوهم الأمل بأن هذه المسألة سوف تنقضي في الأجل القريب، خلافاً لوعود مسؤولي النظام البائد التي لم تكن سوى وعود كاذبة، لم تكن تغني أو تسمن من جوع.
تغذية الصرافات
بالطبع إدارة المصرف التجاري السوري حالياً وبهدف التخفيف من الازدحام، أوعزت مؤخراً إلى كل الفروع بمتابعة تغذية الصرافات في جميع المحافظات، وبمتابعة مباشرة من مديري الفروع، للتأكد من وجودها بالخدمة.
وأكد التجاري في بيان له أنه تلافياً للازدحام أمام الصرافات الآلية وضماناً لأقصى قدر من التسهيلات للمواطنين الساعين للحصول على رواتبهم ومعاشاتهم ومستحقاتهم المالية، وجهت إدارة المصرف كل الفروع إلى تسهيل عملية السحب من أجهزة الـ”POS” من داخل الفروع بسقف ٥٠٠ ألف ليرة سورية يومياً.
يشار إلى أن المصرف التجاري السوري يقدم خدمة صرف شيكات الرواتب وفق الضوابط الناظمة وخدمة فتح الحسابات الجديدة، وتجديد البطاقات، وإصدار بطاقات بدل ضائع وبدل تالف.
#صحيفة_الثورة