“ما فعلتُه ليس ما أفكّر فيه”..

الثورة – لميس علي:
“عندما أقول نعم، فقط لكي أقول لا..
أريد..
أريد أن أحبّ نفسي، أحب، أجل، حياتي..
أحبّ، أجل، ما أشعر به…
أحبّ نفسي تماماً كما أنا..
أريد أن أحبّ الفتاة التي لم يُسمح لي أن أكونها..
أريد أن أحبّ العجوز التي قد أكونها..
أريد أن أحبّ نفسي كل يوم وكل ساعة وكل ثانية”..
مقطع من أغنية “طريقي” التي أدّتها المطربة والممثلة الأمريكية سيلينا غوميز ضمن فيلم (إميليا بيريز) الموسيقي، مشتملاً كما عادة هذه النوعية، على أغنيات تضمنت معانيَ اختصرت الكثير من المضامين التي أراد الحديث عنها.
وغالباً ما تأتي الأغاني بقوة إيحاء وتعبير تختزل ما يُفترض بالحوار أن يؤدّيه.. وهو ما بدا واضحاً في الفيلم الذي كان نص وإخراج الفرنسي جاك أوديار، مقتبساً عن أحد فصول رواية (استمع) للفرنسي بوريس رازون.
على الرغم من الانتقادات التي واجهت (إميليا بيريز) نال أربع جوائز في حفل غولدن غلوب الأخير من أصل عشرة ترشيحات.


تدور حكايته، ظاهرياً، حول “مانيتاس” زعيم عصابة مخدرات يريد أن يغير حياته والهروب من مصيره في حال تمت ملاحقته، ولهذا يختار المحامية (ريتا، زوي سالدانا) لتساعده باختيار طبيب جراح عبقري يجري له عملية تحوّل إلى أنثى.
كلّ هذه التفاصيل واضحة.. ولا تحتاج كبير عناء في تلقيها لأنها في مستوى التلقي البصري الأول “السطحي”، إن جاز القول..
فماذا عن مستوى أعمق من التلقي..؟
وهل كان مغزى العمل يشتمل على المقارنة بين دور الرجل ودور المرأة.. المختلفين.. ليس جندرياً وحسب، إنما من حيث القناعات وطريقة التعاطي مع المجتمع عموماً..؟
فثمة فرق كبير وحتى تناقض ظاهر بين ما كان يفعله “مانيتاس” وبين ما أخذت تفعله “إميليا، كارلا صوفيا غاسكون”.
بهويته الأولى كان رجل عصابات، بسبب عمله، فُقِد الكثير من أبناء بلده المكسيكيين، وحين أصبح إميليا ساعد/ساعدت بالعثور على الكثير من أولئك المفقودين وأسست جمعية تحت مسمى (الضوء الخافت).
وأيضاً ثمة ملمح إلى تلك التناقضات التي تشتمل عليها هوية (الإنسان).. مطلق إنسان..
وليست “هنا” ظاهرية.. ذكورية.. أنثوية..
بل هي أعمق من ذلك..
فكيف لأيّ منا أن ينسجم مع تناقضاته..؟
أن يذهب معها إلى أقصى ما يرضيه، وليس بالضرورة إلى أقصى ما يرضي تلك (التناقضات)..
بمعنى الحصول على (التوازن).. السلام الداخلي.. وتحصيل وصفة (الانسجام)..
هل حقق “مانيتاس” ذلك..؟
بدا منسجماً لدرجة كبيرة بهويته الجندرية الجديدة لكن ليس الانسجام الذي يُفترض أن يصل به إلى “قبول” نتائج ما أقبل عليه..
وكما لو أنه غفل عن حقيقة أن لكل وضع نختاره ثمة إيجابيات وسلبيات.. وتلك الأخيرة لم تكن في حسبانه، ما جرّ عليه نهايةً لم يكن يتوقعها.
ويبدو أن عبارة أغنية “طريقي” (عندما أقول نعم، فقط لكي أقول لا)، تذكّر بشكل أو بآخر بعبارة الفيلسوف ميشيل فوكو (ما قلته ليس ما أفكّر فيه، بل هو ما لطالما تساءلت إذا كان يمكن ألا أفكّر فيه)، ومع “مانيتاس” أصبحت (ما فعلته ليس ما أفكر فيه أو ليس ما أريده)..  عبارة تلك الأغنية كثّفت، باختصار، ما أراد المضي به منذ البداية..
فهو أراد أن يقول “لا” لواقع حياة العصابات بينما كان يقول له دائماً “نعم”.. وبالتالي كان يحيا (بالمقلوب) وفق حياتين.
ثمة حالة لفت انتباه إلى واقع حياة المكسيكيين، وإلى (الفساد) الذي يعانون منه، كما عبّرت عن ذلك بطريقة ناعمة وسلسة (زوي سالدانا) من خلال الأغنية الاستعراضية التي قدّمتها، فاضحةً الكثير من الأخطاء وكيفية وصول الشخصيات إلى مناصبها، بأداء حركي راقص وغنائي لافت.. ما جعل من أغنية (الشر) كافية للتعبير عن واقع بلاد كما المكسيك.
بالإضافة إلى أن الفيلم اشتمل على بصمة مكسيكية عبر توظيف عناصر من أصل تلك البلاد. وتمكّن من إظهار هوية المكسيك ولو جزئياً، على الرغم من أنه لم يصوّر فيها بل فضّل المخرج أن يتمّ التصوير في استوديو في فرنسا، وكان ذلك سبباً في انتقاده بعدم أصالة العمل.
من أهم الأشياء التي بدا واضحاً اشتغال المخرج عليها، عدم وقوعه في المبالغة بتقديم حكايته لجهة كسب تعاطف المشاهدين، بل على العكس.. فشاهدنا لحظات إنسانية غاية في صدق المشاعر، لكن مع ذلك لم تحاول استجرار عاطفة المتلقين.

صحيفة – الثورة

آخر الأخبار
اللواء أبو قصرة: "قسد" لن تحتفظ بكيان مستقل داخل الجيش الشرع والشيباني يستقبلان وفداً نرويجياً.. النرويج تأمل بإعادة فتح سفارتها وسوريا ترحب بالشراكات الاس... حملات نظافة مكثفة لإظهار جمالية مدينة درعا مستشفيا الميادين والبوكمال في الخدمة قريباً AL JAZEERA": سجون الأسد تركت جروحا عميقة الشرع يلتقي وفد الجامعة العربية زكي: حوار صريح حول مستقبل سوريا.. الشيباني: صفحة جديدة مع أشقائنا الفنان محمد خيري الكيلاني.. عطاء لا ينضب بمبادرة أهلية.. رفع علم الثورة وزراعة الأشجار في ضاحية الشام هكذا سرق النظام البائد دخلنا المتهالك بذريعة الدعم.. ووأد فساده كفيل بتحسين معيشتنا "بيت خالتك" و"فنجان قهوة".. لغة مشفرة استخدمها السوريون في ظل النظام البائد خط إنتاج جديد لمخبز داعل الاحتياطي في درعا في جبلة.. سرافيس بالجملة وكراج ينتظر الركاب لقاء القائد الشرع والسيد الشيباني مع وفد جامعة الدول العربية ضبط أشخاص يقطعون الأشجار والتحطيب في درعا فزعة أهلية لتشغيل بئر مياه موثبين بدرعا مشايخ وعلماء مدينة حلب يباركون للقائد الشرع انتصار الثورة الرئيس أردوغان يستقبل الشيباني في أنقرة 6 دول أوروبية تدعو إلى تخفيف العقوبات على سوريا طلبة جامعيون لـ "الثورة": أجور النقل بين العاصمة والريف مرهقة لنا القائد الشرع يلتقي وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة