الثورة – مها دياب:
حرب دامت 14 عاماً كان ضحيتها الشعب السوري، الذي تعرض لكل أنواع التعذيب والعيش بظروف شبه مستحيلة من نظام مستبد فاسد، إلى عقوبات شديدة من قبل المجتمع الدولي استهدفت النظام البائد وأعوانه، وقبلهم المواطنين، من حظر تجاري وتجميد أصول وحظر التعامل مع القطاع العام، ومنع استثمار شركات الطاقة، الأمر الذي سبب شللاً كاملاً في هذا الملف، منع توفير معدات الاتصالات إلى تجميد مساعدات الإعمار، وآخرها قيصر الذي كان الضربة القاضية للشعب السوري، كان تأثيرها مخز ولا إنساني، تجاه مواطن لم يكن أمامه إلا الموت على يد فروع أمنية لا ترحم إن اعترض أو قال كلمة حق أو موت من الجوع لعدم توفر أسباب الحياة والتي هي أبسط شيء يجب توفرها له.
وجاء التحرير أخيراً وعادت سوريا لأهلها ولجميع أبنائها وعاد الأمل من جديد للعيش ضمن شروط حياتية جيدة، ويأمل الجميع مع ذهاب النظام أن تذهب العقوبات ويبدأ النشاط الاقتصادي وإعادة الإعمار وعودة الجميع لبناء الوطن.
وهذا بدأ على أرض الواقع من خلال الحركة الدبلوماسية الكبيرة التي شهدتها البلاد من قبل الاتحاد الأوروبي ودعم من قبل الأشقاء في الخليج، السعودية وقطر ومن قبل تركيا، حيث تم أخيراً رفع العقوبات جزئياَ لمدة عام من قبل الاتحاد الأوربي على قطاع النقل البري والبحري والجوي، ورفع الحظر عن الحوالات البنكية، والسماح بشراء المعدات والعنفات الكهربائية وتقديم الدعم بمجال دعم الكهرباء، القطاع الذي يشكل مشكلة حقيقية مرهقة حد كثيراً من التنمية الاقتصادية والصناعية، وإلى غلاء المنتجات المحلية وإرهاق المواطن واستنزافه مادياً ومعنوياً هذا القرار أسعد الأسر السورية، واعتبروه بداية جيدة لعودة دعم سوريا وشعبها، وهو انتصار للمجتمع الإنساني، ومن خلاله سيتم دفع عجلة الاقتصاد والتنمية الصناعية والدعم المجتمعي ودعم الليرة السورية ورفع القدرة الشرائية لها، وبالتالي التحسن سيطول جميع جوانب الحياة للشعب السوري.
#صحيفة_الثورة