إن العمل على استثمار الوقت والطاقات بما ينفع المهمة الوجودية للإنسان في عمار الأرض، والتفرغ للعلم والعمل، ضرورة وواجب وطني للنهوض بالمجتمع، وذلك من خلال تعاضد أبنائه لتوحيد جهود الخير باتجاه رفعة الأمة وتطورها.
والتنادي إلى تحقيق هذه الأهداف، مترفعين عن الصغائر، يعتبر اليوم مسؤولية جماعية في مجتمع كانت الصلاة في بعض الأماكن فيه تهمة، وخطبة الجمعة- إن لم توافق المطلوب نقمة، بل لم نكن بالعموم قبل شهر ونيف فقط قادرين على محاولة الجدل ولو بالهمس الصديق، بفكرة مفادها أن أغلبنا ابتعد عن الفقه الحقيقي لحرية العقل وحرية القلب بعد عقود من ترسيخ أوهام ضللت المعنى الحقيقي للحرية باعتبارها الحياة، وأن أي انتقاص منها أو اعتداء عليها هو اعتداء على ذات الحياة التي غابت عنها كثير من أساسيات وجوهر التعاليم الروحية النابذة للسلبية والعزلة، وجدير بالذكر أن كثيراً من فقهاء الأديان السماوية عموماً والدين الإسلامي تحديداً حضّوا على الإصلاح والتقويم بدءاً من النفس وانتهاء بالمجتمع.
وبالتالي فإن الدعوة إلى الفضيلة عن طريق خلق القناعة، والتعامل النفسي البنّاء واجب، بل هو من مظاهر حرية الرأي، وإن ممارسته تُجَدِدُ حيوية المجتمع واستقامته، وتحفظه من الفساد، فما بالكم في ظل التأثيرات السلبية المحيطة بنا اليوم، والضغوطات المغرضة ولاسيما عبر الوجه القاتم للعالم الأزرق اللصيق بتفاصيل يومياتنا.
بالمحصلة إن حاجتنا لتحفيز الشعور العام بالمسؤولية، ضرورة ملحة لاكتمال ألق الحرية بما يرتقي بالفرد، ويحصن المجتمع في آن معاً.
#صحيفة_الثورة