الثورة – همسة زغيب:
هل حدث يوماً أن ينام شعب بأكمله حبس تحت أنفاسه مرارة الحياة وذل الاحتياجات اليومية وغلاء قوت يومه، والحرمان من أبسط مقومات الحياة ليبقى على قيد الحياة فقط، وفقط لا غير.
نعم، النصر أصبح حقيقة وعدنا للحياة من جديد، وسيزهر مستقبلنا بعد أن كبرنا، وعاد الحلم ليتحقق ويعيدنا صغاراً، إنه الشعب السوري الذي زاد عن عمره الطبيعي في الحياة عمر ثان، وإذا أجزنا التعبير ثالثاً ورابعاً.
فمنذ اللحظات الأوّلى لسقوط النظام الذي إذا كان للتعبير دقة، كان ربانياً لأن العدل شرعه الله ليتنفس هذا الشعب الأبيّ الصعداء ويعيّد ما كبر من عمره إلى الوراء في الصغر إلى أحلام محقة وتطلعات وعيش كريم، دفء في كل منزل وفي كل زاوية وفي كل ذرة تراب على أرض بلدنا، واليوم نحن لم نعد كباراً بل صغرنا وأحلامنا بدأت بالحياة من جديد لبناء ما هدمته السنوات الماضية للحلم بسنوات من الاستقرار.
أغلى ما يملكه الإنسان في الحياة وفي بلده هو عمره، وبفضل الله أولاً عادت أحلامنا للاستيقاظ بعد نوم عميق مثل شروق الشمس لكن دون مغيب.
سوريا بأكملها وطن وشعب استيقظت من شيخوختها، وعادت إلى عمر الطفولة والشباب بفضل كل إنسان حر وشريف، قدم أغلى ما يملك للتحرير وإزاحة هذه الغيمة السوداء التي أعتمت قلوب السورين، ليرسم غيمة مليئة بأمطار المحبة والنهوض بسوريا إلى بر الأمان.. معاً ويداُ بيد نخط سطور المجد في الحرية والكرامة، هذا ما كان يحلم به السويون وطناً واحداً يفتخرون به أمام أنفسهم وأمام العالم وعاشت سوريا حرّة أبيّة.
#صحيفة – الثورة
السابق