الثورة – لينا شلهوب:
مازال عدد من ضعاف النفوس يصولون ويجولون للتحكم بمخصصات الناس، والسعي بكل ما بوسعهم لتنفيذ مآربهم لإطفاء لهيب أطماعهم، وامتلاء جيوبهم.
لا ندري إن كان ما نشاهده على مرأى العين ومد النظر في أسواقنا المتعددة، ومنها سوق كشكول باتجاه الكباس، من وجود بضاعة وسلع تغص بها تحت بند (غير مخصصة للبيع)، إلا أنها تباع علناً، وبالتالي هذه التسمية يفترض أنها لأصحاب الحاجات ولأهلها الأشد عوزاً.
فوضى
هناك من يؤكد أن هذه البضاعة لو وصلت إلى الشريحة المستهدفة حقاً، ربما لم نجدها تطوف الشوارع والبسطات، والأكثر من ذلك- وخلال التقصي عن مدى السماح وتوفر المواد بالأسواق، أفاد أحد الباعة على إحدى البسطات في كشكول لـ”الثورة”: إنها تتوفر صباحاً منذ الساعة الثامنة صباحاً وعند الساعة الواحدة ظهراً، فيما يتم التروّيج لبعض المنتجات بشكل غير معلن.
والسؤال.. من يقف وراء ذلك، هل هم لصوص وتجار الأزمة الذين يستغلون الفرص، وثمرات وحالات الفوضى، بعيداً عن أعين الرقابة، (وإن كان لا رقابة فوق رقابة الضمير).؟ أم هي الحاجة.
ولنكن منصفين، ربما بعض الأسر التي وصلتها المعونات قد اضطرت لبيع البعض منها، لتشتري بها حاجات أخرى، لكن.. من أين جاءت كل هذه الكميات إلى الأسواق؟
وهنا من واجبنا وضع كل الاحتمالات، وخاصة بعد أن أخذت شكل الحضور اللافت للنظر، في الشوارع، وتحت “ضوء الشمس”، وبشكل علني، ناهيك عما يمكن أن يحدث نتيجة تعرضها للملوثات، فيما عشرات العائلات لا تستطيع أن تؤمن ربطة الخبز، وبالتالي كان التحدي أن توزع المعونات لأوسع الشرائح الممكنة وتحديداً في هذه الظروف الصعبة، مع وجود إشراف ومتابعة وملاحقة وتنظيم ومراقبة على توزيعها.
إعادة النظر
المشهد يحتاج إلى إعادة النظر، لأن الأخطر في ذلك، أن ما يتم عرضه لبعض المواد مجرد من أي تاريخ للصلاحية، بالإضافة إلى أن المصدر مجهول، وذاك مع غياب الرقابة الصحية، وهذا يستدعي السعي لحماية المستهلك التي باتت من الأولويات في خلال الظروف الحالية، مع العمل على ضرورة تفعيل الرقابة الصحية والتموينية.
#صحيفة_الثورة