جرائمهم لا تسقط بالتقادم.. عاطف نجيب إلى قفص العدالة

الثورة – ناصر منذر:
ذاكرة السوريين لم تنس قط، أحداث البدايات الأولى لإشعال الثورة بوجه النظام المخلوع، وسياساته القمعية بحق كل من فكر بضرورة وجوب العمل على تغيير الواقع المؤلم، الذي ظل جاثماً على صدور السوريين طوال عقود طويلة تحت حكم الاستبداد، واسم عاطف نجيب، سرعان ما يتبادر إلى الذهن، عند أي استعراض سريع لجرائم النظام البائد، حيث ارتبط هذا الاسم، وبصفته العسكرية برتبة “عميد”، بجريمة اقتلاع أظافر الأطفال في درعا، بعد الزج بالعديد منهم في غياهب سجون النظام، لمجرد تعبيرهم عن أحلامهم البسيطة في الحرية والأمان، فأقدم بكل دم بارد على اغتيال طفولتهم، ليسجل بهذا السلوك الإجرامي سابقة خطيرة في انتهاكه السافر لكل القيم والمعايير الإنسانية والأخلاقية.
نزعة الإجرام لدى المدعو نجيب – وكان يشغل رئيس فرع الأمن السياسي في درعا في بداية الثورة-  لم تقف عند حدود اقتلاع أظافر الأطفال، والزج بهم في السجون فقط، وإنما تعدت إلى حد الاستهزاء بكرامة أهالي درعا، فلم يتوان عن صدِّ وجهاء المدينة الذين جاؤوا إليه وقتذاك يطالبون بالإفراج عن أطفال صغار لا ذنب لهم، سوى أنهم عبَّروا بعفوية الطفولة، عن توقهم لحياة هنيئة تليق بطفولتهم، وقد خطفتها ممارسات النظام المخلوع، وبحسب ما تناقلته الروايات حينها، فإن المدعو نجيب رد باستهزاء على وجهاء المدينة بالقول: “انسوا أولادكم، واذهبوا إلى بيوتكم، وأنجبوا غيرهم، وإن لم تستطيعوا، فابعثوا نساءكم إلينا لنقوم بالواجب!”.
هذه الحادثة وحدها- وهي جريمة نكراء بحق مجتمع بأسره- كفيلة بوضع المدعو نجيب في دائرة المساءلة القانونية والأخلاقية، وإذا ما أضفنا إليها جريمة قتل الطفل حمزة الخطيب، بعدما كان قد تعرض لأبشع أنواع التعذيب في فرع الأمن السياسي في درعا عام 2011 – وقد جاء على ذكره الرئيس أحمد الشرع في خطابه للشعب- فإن ذلك يعطينا صورة واضحة عن عقلية الإجرام التي كانت معششة في رؤوس رموز النظام البائد، فلا مكان لديهم للرحمة، ولا أي استعداد للنظر بأبسط المطالبات المحقة للشعب، وإنما سرعان ما يلجؤون للقمع الوحشي، عند مواجهة أي مطالب مشروعة، حيث أبواب الحوار لديهم مقفلة منذ عقود.
القبض على المجرم نجيب – وهو ابن خالة الرئيس المخلوع- يعد خطوة متقدمة على طريق تحقيق العدالة التي ينشدها السوريون، فمن ارتكب الجرائم من رموز النظام البائد، يجب تقديمهم للمحاكمة، ونيل جزاءهم العادل، الأمر الذي من شأنه تعزيز السلم الأهلي، وهذا بحد ذاته يشكل جزءا من عملية الإصلاح الشاملة التي تقودها الإدارة الجديدة، والهادفة إلى إعادة بناء المستقبل المشرق الذي ينشده كل السوريين.
لا شك بأن عملية القبض على المجرم نجيب، بعثت الفرح والأمل في نفوس الكثير من السوريين، ليكون عبرة لغيره من رموز النظام المخلوع، ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وهي رسالة لكل المتورطين بتلك الجرائم ممن مازالوا متواريين عن الأنظار، والرافضين لإجراءات التسوية وتسليم السلاح، بأن الدور عليهم قادم لا محالة، وأن جرائمهم لا يمكن أن تسقط بالتقادم.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
إيران تحبط هجوماً إلكترونياً ونتنياهو يهدد بتدمير قدراتها النووية عون: لجان لبنانية- سورية لمعالجة قضايا عالقة خبير: "مصطلح"المستشار التنفيذي" جديد..ديروان لـ"الثورة": سنستقطب المستثمرين من كل حدب وصوب أردوغان: سوريا ماضية نحو التعافي رغم الصعوبات ArabNews : محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع لمساءلة إسرائيل إعلام إسرائيلي: "الهولوكوست" سترة واقية لتبرير جرائم الإبادة الجماعية تعزيز ثقافة التداول بالأسهم يواجه مشكلة مصرفية "التربية": خطة طوارئ صحية للامتحانات العامة تأهل ١٧٥٦ طالباً للمرحلة الثانية من أولمبياد الصغار واليافعين غارات أميركية على سجن للمهاجرين و"سينتكوم" تعلن حصيلة ضرباتها باليمن وصول قافلة القمح العراقية إلى حلب حلب.. معرض علمي وفني في صالة بوديان والثانوية المهنية درعا.. الأمن العام يُعزِّز سلامة المسافرين على الأوتستراد الدولي عثمان لـ"الثورة": توفير القمح بالتعاون مع العراق مستمر دير الزور.. منظمات مانحة تدعم تنفيذ مشاريع المياه خطوط الصرف الصحي خارج الخدمة في الحسينية.. والبلدية تعمل على الحل انتقادات مصرية لمطالبات ترامب بشأن قناة السويس الفاعل مجهول.. تكرار سرقة مراكز تحويل الكهرباء في "عرطوز والفضل" Shafaq News : مؤتمر للأكراد لصياغة موقف موحد لمستقبل سوري دمشق وبغداد.. نحو مبدأ "علاقة إستراتيجية جديدة"