الثورة-جودت غانم:
في ظل التطورات السياسية المتسارعة في سوريا، جمع خطاب الرئيس أحمد الشرع بين اللغة العاطفية التي تلامس مشاعر الناس، والمنطق العملي الذي يقدّم خطوات واضحة للمستقبل، هذا التوازن مهم للتواصل مع مختلف شرائح المجتمع، كما أنه يظهر التزاماً واضحاً بالمعايير الدولية، حيث يدعم تشكيل حكومة انتقالية شاملة، وتعزيز الحوار الوطني، وإجراء انتخابات ديمقراطية، وإعداد دستور جديد. وتحقيق السلم الأهلي.
صحيفة الثورة استطلعت آراء عدد من المواطنين حول ما تضمنه الخطاب.
تطمينات واضحة
الإعلامي سمير فليحان، أشار إلى أن الخطاب جاء ملبياً لمعظم تطلعات السوريين، الذين يأملون الانتقال إلى دولة المواطنة، العادلة التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، حاملاً تطمينات واضحة لقضايا كانت تشكل هواجس وتطلعات على مدى عقود من الزمان، إضافة إلى خريطة طريق واضحة للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة التأسيس لقيام الدولة الوطنية السورية، الموحدة التي تليق بالسوريين.
ويأمل أن تسير الأمور وفق هذه المنهجية بخطوات ثابتة تلحظ أهمية الوضع الاقتصادي المتردي لأبناء الوطن والعمل على تلافيه بما أمكن.
نهج شامل
من جهته لفت المدرس بشار غانم إلى أن أبرز ما جاء في خطاب الرئيس الشرع، قوله أحدثكم كـ (خادم) وليس (حاكماً) لوطننا الجريح، ما يدل على تواضع كبير، متجنباً الحديث عن الوعود بأحلام وردية وهو دليل على صدق وأمانة، موجهاً رسالة لكل السوريين للمشاركة في بناء بلد مزدهر يسوده العدل والأمان والرخاء.
وتمنى غانم، العمل على تحسين الاقتصاد وضبط الأمن وفرض القانون وجمع السلاح الفالت وإعادة بناء الإنسان السوري، وأن تكون اللجنة التحضيرية للمجلس التشريعي المصغر والمجلس الوزاري الذي سينبثق في أيام، أن تكون جامعة وشاملة، مبنية على الكفاءة والنزاهة والخبرة من كل الأطياف في المجتمع.
وثيقة تاريخية
ورأى الناشط طارق عماد أن الخطاب، يمثل جميع فئات المجتمع السوري من دون استثناء، فهو يتوجّه إلى النازحين واللّاجئين والجرحى وعائلات الشهداء والناشطين، وهذا النهج الشامل يُظهر وعياً عميقاً بتنوّع المجتمع السوري وتعقيداته، ما يجعله وثيقة تاريخية مهمّة تؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ سوريا، هذه المزايا تجعله خطاباً مناسباً للمرحلة الانتقالية الحسّاسة التي يمر بها الوطن.
#صحيفة_الثورة