الثورة – فؤاد مسعد:
تابع الفنانون والمبدعون والدراميون والمسرحيون خطاب الرئيس أحمد الشرع باهتمام بالغ، لافتين إلى أنه رسم من خلاله ملامح القادم من الأيام، بخطى ثابتة ورؤى واضحة، الأمر الذي تلقفه كثيرون ورأوا فيه حالة من الطمأنينة نحو بناء سوريا الجديدة التي يحلم بها كل سوري.
الخطى الصحيحة
الكاتب الدرامي عثمان جحا أكد أن الخطاب كان كافياً ووافياً وملماً بالأمور كلها، مشيراً إلى أن الرئيس الشرع أعطى من خلاله تطمينات، مبدداً أي قلق قد يكون موجودا.
يقول: “لقد خاطبنا كأنه واحد منا، وقال إنه خادم الشعب، وأنا وثقت به، وبرأيي إن تنفيذ ما قاله يعني أننا نسير في الخطى الصحيحة، وأعتقد أنه بدأ التنفيذ فعلاً”.
خطاب مختلف
المنتج الفني صلاح طعمة أوضح أن الخطاب وضع خطة للمرحلة القريبة، عبر خطوات تؤسس لمؤسسات تقود البلد، يقول: “التحدي اليوم أن البلد مًحطم، وبالتالي يحتاج إلى عمل مضنٍ، ولابد من مضاعفة الجهد لتخطي الزمن”.
ويتابع: “جاء خطاباً مختلفاً تماماً عن الخطابات التي كنا نسمعها في السابق، وقد وجهه إلى شريحة كانت مظلومة ومحرومة من أي اهتمام، كان فيه طمأنينة فيما يتعلق بموضوع التنوع وأن المكونات السورية كلها ستتمثل في الحكومة، لأنه ينبغي أن يشعر كل منا بالمواطنة، فليس هناك أقليات وإنما نحن متساوون في المواطنة وكلنا أبناء سوريا، كما تم في الخطاب التركيز على الجانب الخدمي والمعيشي، وتطوير بعض المشاريع الاقتصادية واقعية التحقيق”.
وينهي كلامه بالتأكيد على تفاؤله بما سمع بالخطاب، مشيراً إلى قناعته أنه سيُترجم على أرض الواقع عملاً، وأن بلدنا سيكون قدوة يحتذى بها، في أننا نجحنا وطورنا أنفسنا.
القدرة على التغيير
الفنانة نسيمة ضاهر قالت: “أثبت الرئيس عبر خطابه الذي توجه به إلى الشعب السوري أن لديه القدرة على التغيير الفاعل بإعلانه انتهاء الثورة وبداية عهد الدولة وبناء المؤسسات، وهذا ما يتطلع إليه الشعب، فالحاكم الذي يستمع ويشعر بمعاناة شعبه، ولديه القدرة على التحول في توجهاته بما يتناسب مع متطلبات المرحلة، هو القادر على تلبية طموحات شعب عانى ما عاناه لنصف قرن من الكبت والظلم، وهو الذي سيقف شعبه خلفه ويعينه على بناء دولة قوية وبنية تحتية صلبة ووطن متحضر”.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية أشارت إلى أنه استطاع أن يقدم نموذج الحاكم المحنّك بمرونته ومواقفه الإيجابية وبترحيبه ببناء علاقات جيدة مع جميع التيارات والقوى الدولية والإقليمية.
بناء سوريا التي نستحق
من جانبه الفنان حسام الشاه فضّل، قال: “أتوقع أن أغلبنا كان بحاجة إلى هذا المضمون الكثيف والواضح والدقيق”، مؤكداً أنه جاء بعيداً عن خطابات سمعناها في سنوات ماضية كانت تحاول تصيّد مفردات أو صياغات لتحقيق مطامح فردية.
ويتابع قائلاً: “كنا في انتظار هذه الأفكار وهذا المحتوى كقوله، والآن علينا أن نساهم ونشارك معاً في تنفيذها على أرض الواقع، لأن سوريا يليق بها التنظيم وحسن الإدارة، ويليق بها أناس صادقين حقيقيين، بعد كل التاريخ الأسود الذي مر علينا، فإلى الأمام والتوفيق للإدارة الجديدة، وخاصة في تشاركيتها مع كل السوريين، لنبني سوريا التي نستحق ونحلم بها”. وينتهي للتنويه بما قاله المهتمون بلغة الجسد، حيث أكدوا أن لغة الصدق كانت موجودة.
صريح ومُختزل
المخرج المسرحي زين طيار، أشار إلى أن خطاب الرئيس الشرع كان واضحاً وصريحاً ومختزلاً، وعلينا كشعب أن نسمع الخطاب بتمعن، ويقول: “لامس الخطاب السوريين كلهم، وكان موجهاً لهم كلهم، وتكلم فيه عن العدالة الانتقالية التي نحن بحاجتها، كما تم من خلاله وضع أسس وقواعد للعمل في المستقبل، خاصة البنى التحتية وما يلزم البلد من حاجيات أولية، فكان خطاباً واعداً وصادقاً، واليوم نحن أمام رئيس ثوري وفعّال”.
أما عن دور الفنانين اليوم، فيقول: “نطالب أن يكون لنا حيز في بناء سوريا الجديدة، خاصة أن الأمم والشعوب تنهض بفنانيها ومثقفيها وأدبائها، فمن المهم أن تعطي الدولة المثقفين دوراً كبيراً، لأن النظام السابق أقصى وهجّر ونفى الفنانين والأدباء واضطهد الكثيرين منهم، بما فيهم “سعد الله ونوس، محمد الماغوط..”، رغم أنه يظهر أحياناً على أنه يكرمهم، ولكن الأمر يحتاج إلى قول وفعل”.
#صحيفة_الثورة