الثورة – حسين صقر:
ببن ليلة فرحوا بها نتيجة سقوط النظام الأسدي المخلوع، وضحاها مع التحرير، وجد قسم كبير من العمال والموظفين المدنيين والمتقاعدين العسكريين والعقود السنوية وبعض المسابقات وغيرهم أنفسهم خارج دائرة الحسابات، وكأنهم المسؤولون عن حقبة تاريخية سوداء، وهم المغلوب على أمرهم.
“الثورة” التقت مع بعض هؤلاء وأكدوا أنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم من دون أي مصدر للدخل، ولاسيما أنهم يعتمدون من بداية حياتهم على الوظيفة.
المواطن سليم حمود- متقاعد منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً، وراتبه التقاعدي مئتان وسبعون ألف ليرة، وقبل التحرير لم يكد راتبه يكفيه لمدة ثلاثة أيام، تساءل كيف لي أن أتدبر أمري وقد انقطع هذا القليل أصلاُ مع ارتفاع سعر مادة الخبز التي تعتبر رئيسية وبعض السلع والحاجيات الأخرى التي لم تنخفض رغم انخفاض سعر الدولار.
ننتظر الزيادة
وقالت جميلة فلوح كنا ننتظر الزيادة على الراتب ونحلم بعيش كريم، لكن فوجئنا بانقطاع الراتب بالكامل، وأضافت إن رفع الرواتب 400% كما جاءت الوعود لم يتم، لا بل تم رفع سعر ربطة الخبز إلى 4000 ليرة سورية بنسبة تجاوزت أكثر من عشرة أضعاف سعرها القديم.
كما تم رفع أجور المواصلات أيضاً بشكل أصبح التنقل بين قرية ومدينة يعتبر معضلة للموظفين والطلاب والعمال وغيرهم، لكن أن يتم إيقافنا عن العمل، فهذا ما لم نتوقعه أو نفكر به، وكلنا أمل أننا قادمون على مرحلة ملؤها الرفاهية ونسيان الماضي الظالم، وفوق ذلك ارتفع سعر جرة الغاز أيضا عشرة أضعاف أو أكثر.
وأوضحت أتعرفون أن غالبية العائلات فقيرة جداً وتعتمد على الراتب وبعض التدبير من مساعدات من جمعيات خيرية، وبعضها من فرد مسافر، وبعضها من عمل ثان هنا وهناك، إذا أصلاً وجد عملاً فكل شيء توقف تقريباً.
حتى القطاع الخاص توقف بعضه
وأشار خالد حبيب إلى أنه نظراً لظروف عائلته المادية السيئة، وكنا عندما يتأخر الراتب بضعة أيام نحتار فيه بأمرنا، فكيف اليوم وإن انقطع، كما انقطع عن بعض الشرائح، وتم فصل بعض العاملين وتوقفت بعض المصانع الصغيرة عن العمل، حتى رواتب المتقاعدين الزهيدة تأخرت، وناشد الحكومة بإعادة النظر بالقرارات المتخذة والإنصاف.
ما الحيلة؟!
وتساءل فيصل حلاج أيدري المعنيون إلى أين يأخذون الناس، وقال ما الحيلة لتدبر الأمر واليوم أبي وأخوتي ثلاثة من دون رواتب وعائلاتهم، وأضاف: نسمع تبريرات كثيرة لتأخير الرواتب وبعضها مبرر، ولكن ما هو غير مبرر رفع الأسعار وتحريرها قبل تحسين وتعديل الرواتب، وقال: كيف لهذا المواطن الفقير أن يصمد وهو أصلاً كان يعيش على الفتات وتحت خط الفقر بكثير، وبعضهم يبحث عن الفتات.
عليكم الإسراع في إعادة ثمن ربطة الخبز إلى سعرها السابق وأيضاً المواصلات والغاز مع زيادة الرواتب، كي تستطيع الأسرة المعدمة الصمود في هذه المرحلة والتي أضحى فيها مئات الآلاف من دون مورد، بعد أن أمضى الناس ١٤ عاماً من الطغيان والحرمان.
#صحيفة_الثورة