جماعة (كنا عايشين) نقروا أدمغتنا خلال السنوات الأخيرة من حكم النظام البائد بخرافة ما كانت عليه (سوريا الحديثة) قبل الثورة وما بناه شرشبيل، وطرطميس من مشاف، وجسور، وأنفاق، وملاعب، ومدن رياضية..إلخ، وعن هذه الأخيرة يجب الكلام في عجالة.
ربما لم نكن من الجيل الذي وعى دورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في اللاذقية، لكن الأجيال التي سبقتنا روت لنا أنها لم تشاهدها أيضاً، بسبب سحب الكهرباء من جميع المحافظات السورية باتجاه الحدث، لكنهم بعد انقضائه وعودة التيار الكهربائي، ذهلوا مما وصلت إليه سورية الحديثة.
لوحات فنية على مستوى عالمي قدمتها فرق سوفيتية في ملاعب على مستوى عالمي، ما إن انتهى الحدث وهطلت أول مطرة، نما فيها البقدونس والنعناع، وكان هذا أمر عادياً فهذه من الحشائش، أما أول تعشيب لملعب دير الزور البلدي في التسعينيات فقد شهد نمو الباذنجان، وياليته كان مفيداً وإنما من الباذنجان البلدي الضار.
ملاعب في أوج (حداثة سوريا) لم يكن فيها كراس للجلوس إلا للمرتشين، وليس لها سقوف، وتم تخطيطها من قبل صديق نائب معاون مهندس في معهد المراقبين الفنيين.
ملاعب أشبه بالبدوية، لا دورات مياه صالحة فيها، تحولت إلى ثكنات عسكرية للدبابات والصواريخ، كما حصل في ملعب حلب الدولي، وملعب العباسيين، وتم منها إطلاق الصواريخ على رؤوس المدنيين من الثائرين.
ملاعب تحتاج اليوم إلى إعادة بناء، وليس إعادة تأهيل، فمن بناها كان لصا يحكم دولة أوعز ببنائها إلى لص يحمل صفة رئيس وزراء، عهد بها إلى لص يدعى رئيس اتحاد، أوكل بدوره المهمة إلى لص يدعى متعهد اختار فريقاً من اللصوص، وكفانا استماعاً لحديث اللصوص عن ملاعب اللصوص.
#صحيفة_الثورة