الثورة – همسة زغيب:
بعد عودة الحراك الثقافي والتشكيلي إلى الحياة مجدداً، وبعد انتصار الثورة السورية، افتتح المعرض الفني التشكيلي بعنوان “سلام” في صالة مشوار، يحمل المعرض قدراً من الإبداع بأحاسيس وعوالم مدهشة من التميز والتجدّد والإبداع الفني يدّل على مواهب أصيلة بالفن التشكيلي لبناء ثقافة فنية متجدّدة بطريقة تفاعلية.
تناول المعرض أنواعا متعددة من الفنون، بمشاركة 14 فناناً وفنانة بـ 39 عملاً فنياً بأحجام وقياسات مختلفة، منها لوحات تعبيرية وتجريدّية، وسيريالية ومنحوتات وأعمال انطباعية وغرافيك، وفن خزفي، بالإضافة لأعمال الخشب والنجارة، حيث اجتمع الفنانون على حب الفن والثقافة والوطن والإنسانيةـ وقدموا صورة جميلة لسوريا المتجدَّدة بفنها وأصالتها وتاريخها العريق.
جاءت الأعمال المعروضة وفق تقنيات فنية متنوعة كالرسم بالأكريليك والزيت والغواش والتركيب الفني والنحت، والأسلاك تعبر عن كل الألم والحزن الذي طال الإنسان السوري، وتهدف لخلق عالم متوازن، بخطوط منسجمة الألوان، وعبرت عن السعادة بعد النصر والحرية وكسر القيود بكل أشكالها وأحجامها وتحاكي الإنسان المتأمل الباحث عن الوجود، تدعو للتفاؤل والتمسك والأمل بولادة جديدة لسوريا الحرة، وتؤكد على وحدَّة الشعب السوري.
تحدثت النحاتة سها حسن عن أهمية دور الفن في هذه المرحلة التاريخية العظيمة، فالفن رسالة هامة توصل للمشاهد أدق التفاصيل مباشرة، والفنانة شاركت بأربعة أعمال نحتية بأسلوب تعبيري، إحداها بتقنية الرولييف وبخامات تنوعت بين الخزف والبوليستر والجص ومواد مختلفة، وركَّزت على التكوين وانسجام الألوان مع بعضها البعض، وتدعونا إلى الفرح وتعكس الجمال بتجسيد كلّ ما يحيط بها لتبرز فيها إحساسها وشخصيتها.
وجسدت التشكيلية حسن المرأة ضمن حالاتها الإنسانية والأنثوية المتنوعة وعبرت عن معاناتها بعد سنوات كثيرة من المعاناة والخوف والظلم فكانت المرأة العظيمة التي تحملت الحياة القاسية من تهجير ونزوح وظلم وقهر.
بدورها أوضحت مدير صالة مشوار ميادة كليسلي أن معرض “سلام” احتفاءً بالفن السوري الحر، ويعبر عن هويتنا الثقافية والفنية والحضارية، فهي انطلاقة جديدة لحركة الفن التشكيلي السوري التي أثبتت حضورها على كل الأصعدة في مرحلة مهمَّة من تاريخ سوريا الحديثة، وقدَّم الفنانون أعمالاً بطريقة تعبيرية وواقعية وسيريالية بأدواتهم الفنية الخاصة ووجهة نظرهم النابعة من تجربتهم الفنية ليعبروا عن أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم المستقبلية المتراكمة بتفاصيلها الدقيقة ضمن اللوحات والمنحوتات التي تلامس الروح وتحمل بصمة خاصة تعكس هوية كل فنان وتعطي السعادة للمشاهد.
#صحيفة_الثورة