الثورة – تحقيق عبد الحميد غانم:
بين متفائل ومتشائم بمستقبلها، لا تزال سوق الطاقة المتجددة تشهد حركة شد وجذب، فلم يشفع انخفاض أسعار ألواح الطاقة واتساع دائرة العرض في السوق في رفع وتيرة إقبال الناس للتحول نحو الطاقة المتجددة.
وبينما يرى البعض أن هناك تراجعاً في الاعتماد على الطاقة المتجددة، ويرى آخرون أن سوق الطاقة لا تزال مزدهرة.
يشير أسامة شخاشيرو من شركة يعقوبيان، إلى أن تراجع الإقبال على الطاقة الشمسية يعود إلى ضعف القدرة الشرائية لدى الزبائن، وتحول الناس نحو استخدام البطاريات نظراً لانخفاض أسعارها وعدم وجود قروض بنكية من أجل ألواح الطاقة.
بينما المهندس علاء أحمد من شركة Power Control، أعاد أسباب تراجع الطلب على الطاقة المتجددة إلى عدم توفر السيولة المالية للناس، وعدم وجود قروض بنكية، وإلى ضعف الإنتاج الوطني نظراً للمواصفات القديمة التي يأخذها هذا الإنتاج، فضلاً عن أسعاره المرتفعة، وهو عبارة عن عملية تجميع، إضافة إلى عدم ثقة الزبون السوري بالمنتج المحلي لهذه المادة، وأشار أحمد إلى أن الناس بانتظار هبوط الأسعار.
طلب متزايد
أما المهندس علاء سعيد من شركة ( اكري تك) كان رأيه مختلفاً، إذ رأى أنه لا يزال هناك طلب متزايد على الطاقة المتجددة بالألواح الشمسية نظراً لانخفاض أسعار الألواح، واستمرار ساعات التقنين الطويلة، وأنه متفائل بتحسن الأمور نحو الأفضل نظراً لزوال فرض الضميمية التي كان النظام البائد يفرضها على الشركات العاملة في هذه الطاقة وعلى استخدام الألواح مشيراً إلى الطلب المنزلي لهذه الألواح من قبل الأحياء الغنية بالمدينة.
ونوه سعيد بأن الشركات عانت كثيراً جراء تلك الضرائب والرسوم، فضلاً عن قيام النظام بإلزام المستفيدين من قروض الطاقة بشراء ألواح محلية لا تتمتع بالجودة نفسها للألواح الصينية المستوردة من ناحية التشغيل والكفاءة.
واعتبر المهندس محمد خالد غانم من شركة PROtech، أن انخفاض القدرة الشرائية للألواح رغم انخفاض الأسعار تعود إلى عدم وجود رقابة حقيقية على أسعار هذه المواد والتجهيزات، وعدم وجود قروض بنكية من غير فوائد تساعد جميع شرائح المجتمع على اتخاذ خطوة كهذه، فهي مخاطرة بحد ذاتها بحيث تصل قيمة تركيب منظومة منزلية صغيرة بالحد الوسطي، مؤلفة من لوحي طاقة وبطارية (أنبوبي) ومعرّج (انفيرتر) ما بين 600 1000 دولار أمريكي، ولهذا فهي ليست خطوة سهلة.
ومقارنة بين تعقيدات النظام البائد التي كان يفرضها على سوق الطاقة المتجددة، تبرز تسهيلات الحكومة الجديدة، بحسب ما قاله المهندس غانم حول أنه في آخر تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في مؤتمر دافوس، أشار إلى تبني الحكومة السورية لرؤية 2030 للسعودية التي قامت فيها السعودية باستحداث مشاريع طاقة متجددة شمسية منها، وريحية باستطاعات كبيرة ومعدلات نمو عالية وصلت إلى 5 أضعاف في عام 2023، ما يعني أن الحكومة السورية ستقوم بتوفير تسهيلات للمشاريع الضخمة الخدمية وستشجع مستثمري القطاع التجاري والصناعي لتركيب أنظمة طاقة شمسية على أسطح هذه المنشآت أو في أراضي مستقلة.
حلول عاجلة
من جانب آخر شدد المهندس شخاشيرو على ضرورة ضبط حركة السوق من خلال وضع أطر قانونية تنظم حركة البيع والشراء بين التاجر والزبائن، وحركة الاستيراد الخارجي والتركيب.
رؤية واضحة
من جهته طالب المهندس سعيد، بأن تكون هناك رؤية مستقبلية واضحة، ولاسيما من الجهات الرسمية القادرة على إيجاد الحلول ومعالجة المشكلات لاستخدام الطاقة المتجددة، وهي برسم الحكومة الجديدة.
ودعا إلى استثمار الأماكن والمساحات الواسعة لأسطح المدارس والمؤسسات والساحات العامة وكل ما يمكن استخدامه لإشادة ألواح الطاقة الشمسية وتوظيفها في تأمين كميات من الطاقة الكهربائية تعوض جزءاً من النقص.
عقبات تتطلب الحل
أما عن العقبات التي تعترض تلك المشروعات، قال المهندس غانم: سابقاً في أيام النظام البائد كانت الضرائب المرتفعة، والرسوم المضافة لاستيراد ألواح الطاقة الشمسية أحد أهم الصعوبات التي عرقلت عجلة تطوير واستحداث مشاريع الطاقة بحيث وصلت القيمة المضافة حوالي 75٪ زيادة لقيمة اللاقط الكهرضوئي، إضافة لعدم وجود جهات حكومية رسمية قادرة على تحديد صحة التصميم وعدم وجود جهات رسمية للتأكد من جودة التجهيزات المستخدمة في هذه المحطات، وعدم وجود أطر قانونية واضحة فكان من المسموح إجراء عمليات التقاض، وهي قص الفاتورة لأي مستهلك من أي شريحة، ما أدى إلى حدوث تأثيرات سلبية على الشبكة الكهربائية العمومية في سوريا.
تنوع وانفتاح
المهندس غانم، أشار إلى أن المنتجات الصينية هي الأكثر انتشاراً في السوق السورية المحلية لجميع التجهيزات المستخدمة في قطاع الطاقة الشمسية، وقال: نأمل حدوث تنوع وانفتاح على الأسواق الأخرى لتأمين حاجات السوق نظراً للإقبال الشديد على هذه المنظومات.
كل هذه المقترحات نضعها برسم الجهات المعنية بتطوير الطاقة المتجددة على أمل معالجتها واتخاذ القرارات الملائمة والسريعة لها.
#صحيفة_الثورة