الثورة – غصون سليمان:
يبدو أن ثورة التكنولوجيا أخذت البشرية إلى حيث تريد أن تفعل فعلها في مدارك الناس كما العلوم المختلفة، وعلى جميع المستويات والأصعدة، لكن يبقى لهذه التقنية أثرها البارز في مدخلات علم الاجتماع الإعلامي.
تعتبر وسائل الإعلام من وسائل الضبط الاجتماعي المهمة التي تقوم بهذه الوظيفة من خلال فرض الأوضاع الاجتماعية المرغوبة، وإنشاء قواعد مرجعية جديدة تكرس السلوك المرغوب فيه ومتابعة الظواهر المرفوضة والمنحرفة وكشفها.
كما قد تعمل تلك الوسائل- حسب رأي الخبراء، بهذا المجال على التغير في المجتمع فتعيد الترتيبات القيمية والسلوكية للمجتمع المستهدف، وتوجه وتغرس قيماً وممارسات اجتماعية حديثة تتحول إلى تغيرات في المفاهيم والسلوك الفردي والمجتمعي من أجل إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة، وخلق المعايير الجديدة، وتعديل المواقف والاتجاهات الضعيفة وتدعيم الأفكار والاتجاهات والمواقف التي تتلاءم وروح العصر.
الخبراء يؤكدون في هذا الجانب أهمية العمل على إيجاد ثغرات في بنيه القيم المرفوضة، والتي تستطيع من خلالها أن تتسلل للتأثير وزعزعة القناعة بها وإظهار مساوئها وأضرارها وإيجاد نوع من الكراهية وفق اتجاهها لدى الرأي العام، خاصة وأن وسائل الإعلام تقوم عن طريق تحقيق أهدافها من خلال وظائف الإعلام ذاتها بمساعده الرأي العام على التبلور، حيث توضح القضايا والمشكلات والمفاهيم الغامضة للجمهور، فيوحد الإعلام صفوف المجتمع ويقرب بين طبقاته من خلال معالجة الفجوات إزاء ما قد يحدث من تصدع لصفوف بعض المجتمعات مما يرفع الروح المعنوية فيها.
إن أهداف الإعلام قد تختلف في بعض النقاط الجوهرية عن أهداف الرأي العام، لكنها تتقارب من خلال وظائفها وقد تلتقي، فوظائف الإعلام ووظائف الرأي العام تهتمان بالجمهور، فهو المتلقي لهذه الوسائل ومضامينها، ومنه يتكون الرأي العام، وتبدو العلاقة في بدايتها على أساس أن وسائل الإعلام لا تخلق الرأي العام من العدم وتكونه وتوجهه وتغير رأي الأقلية إلى الأكثرية وتنقل رأي الصفوة إلى المستنيرين.
#صحيفة_الثورة