الكاتب المصري أحمد مراد: ضرورة إثارة الجدل ونقل القارئ من حال إلى أخرى

الثورة – سعاد زاهر:

لا يبدو اختلافه للوهلة الأولى، ولكن ما إن تبدأ الحديث معه، حتى تتكشف أفكاره عن اختلاف يجعلك تحاول تخطي السائد، إنه يصرًُ على زعزعة قناعتك وتفكيرك ليفضي بك إلى مساحات فكرية أخرى.
مراد المولود بالقاهرة، درس التصوير السينمائي، لديه ست روايات، وأربعة أفلام، بينها فيلمان كتبا مباشرة للسينما ولم يقدَّما روائياً.


حول إبداعاته الروائية والسينمائية، كان لنا معه الوقفة التالية:
البداية كانت من تلك الحملات التي توجهت ضده من قبل المثقفين أنفسهم، معارضين للنوعية الأدبية أو السينمائية التي يشتغل عليه؟
ليجيب مراد: لا أعرف سبب الهجوم ومن أين؟
لكن ممكن تحليله على الشكل التالي: لو أن العمل الأدبي أو السينمائي لن يؤدي إلى اعتراض وهجوم وإثارة الجدل والاستفزاز، حينها لن يكون عملاً يستحق القراءة، في النهاية الفن هدفه خلخلة الناس بشكل كبير كي نساعدها على التغيير.
ولكن هل يفعل ذلك عبر رسائل أو براهين يتقصد إرسالها للقارئ من منظوره الشخصي؟
لا أفعل، يقول مراد: لا أوجه رسائل معينة، بل أحاول مساعدة القارئ على التفكير خارج الإطار المريح، كي يغضب ويبدل تفكيره، وينتقل من حال إلى أخرى.
هدفي -يتابع مراد- أن يعيد القارئ حساباته أو يفكر بمنظومة أخرى قد يكون مخطئاً لكن من المهم أن يحرك مكانه وينتقل إلى حالة لم يعهدها.
هذه الأمكنة اشتغل عليها كتّاب كثر ولكن مراد لا يفكر كيف اشتغل الأدباء الذين سبقوه فمثلاً: كل المطاعم تقدم السلطات لكن ربما يجذبك نوع معين يقدمه أحد المطاعم، الأمر يشبه الفن والأدب.
المكونات موجودة وفيها دائرة الحياة، لكن هناك بعض الأشياء أو الأطعمة لا تصلح مع بعضها مثل المنغا وريش اللحمة مثلاً، مزجهما يؤدي إلى طعم مزعج وغريب.
المهم حين نعمل على معادلات أدبية جديدة أن نعيد تشكيلها وفقاً لرؤيتي لأنني لو قدمت للقارئ ما اعتاده سأكون فاشلاً، لأن الإنسان غالباً يستسيغ أنواعاً معينة ويعتادها، ومهمتي جذبه إلى أنواع مغايرة، كي يقرأ ما الذي أحثه على قراءته، ربما بعدها يقتنع، حينها أكون قد أديت رسالة مهمة.
يضيف مراد: رفضي تقديم السائد لا يعني رفضاً له، بل تغييره لخدمة شيء جديد، من خلال إدخال عناصر جديدة وتقديمه بطريقة مختلفة.
لنأخذ على سبيل المثال بيكاسو وسلفادور دالي لهم طريقة معينة في الفن والحياة، بمعنى إن لم تقم أنت من موقعك ككاتب أو فنان بهذا الجنون، من الذي سيقوم به.
من عالم التصوير والسفر حيث سافر الكاتب أكثر من 56 دولة، تقدر بنسبة 40 بالمئة من العالم، الأمر الذي مكنني كما يقول مراد من رؤية المنظور الإنساني بطريقة موشورية وتمكنت من ترجمته للآخر، إنه يتقن ما يريد قوله للآخر تماماً.
مراد القادم من عالم التصوير أعتاد التكثيف من تلك اللحظات الذي كان يكلفه والده المصور أيضاً بتصوير أحد الأعراس ولم يكن في كاميرته سوى 36 صورة، وعليه أن يكثف كل لقطات العرس في هذا العدد المحدود دون أن يخطئ.
الأمر الذي علمه قنص الصورة ضمن سينوغرافيا المكان المناسبة طيلة وقت التصوير، واعتاد من خلال تلك اللحظات الخاصة ترجمة كل شيء إلى صور، الأمر الذي جعله يرى الحياة من منظور مختلف.
ولكن هذه الخلفية التي تعتمد على الصور والرؤية البصرية عموماً كيف مزج بينها وبين الفكر والأدب؟
يقول مراد: قلبت المعادلة فأنا أولاً أتخيل الصورة بكل تفاصيلها ماذا يجب أن يرتدي البطل، كيف يعيش وأين؟
إلى ما هنالك من تفصيلات تخدم الشخصية والحالة الروائية ككل، ومن ثم أكتب ما أراه، أنا لا أؤلف بل أكتب وفقاً للصورة، التي تسبق التخيل، وأنا أحب الخيال أكثر من الواقع يتابع مراد: لأنني أشعر أن جزءاً كبيراً من مأساة الإنسان أنه يعيش كل يوم نفس الروتين، بينما الخيال يبتكر الجديد، لذلك أحاول تقديم التخيل للقارئ كي يشعر بشعور مختلف، يبعده عن الروتين.
هل يبعده الخيال عن الأزمات المتتالية التي نعيشها في عالمنا العربي؟
يقول مراد: أختار ما أريد قراءته، لا أعتمد على السوشال ميديا رغم وجود صفحات لدي لكنها باتجاه واحد أنشر عليها أخباري فقط، لا أتابع أي شيء عن طريق الانترنت بل عن طريق الأخبار أو التقارير الإخبارية.
كل هذا يحد من حالة التشتت، وأكثف المعلومات، لأني اكتشفت أن الكاتب يحتاج لقلة المعلومات وليس كثرتها.
وأخيراً.. تحدث الكاتب المصري أحمد مراد عن أكثر الثقافات التي أعجبته خلال تجواله وهي الثقافة السورية ويذكر أنه قبل عدة سنوات عندما دخل إلى قائمة البوكر كان معه الروائي السوري خالد خليفة من خلال روايته “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة”، مؤكداً أن خليفة كان يمتلك أسلوبية مهمة في علمه الروائي رحمه الله.

وخلال زيارته التي قام بها إلى سورية أعجبه المعمار السوري خاصة وأنه يشبه البناء المصري، في فترة الستينيات، وأعجبه المطبخ السوري، وباعتباره نباتياً جعلته السلطات نباتياً يدخل في مذاق مختلف، ليؤكد في نهاية اللقاء أن الشعبين السوري والمصري يتشابهان في الكثير من الأشياء.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر سوريا: توغل قوات الاحتلال في بيت جن تصعيد خطير يهدد السلم والأمن الإقليميين قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل بمناطق في ريفي دمشق والقنيطرة ازدحام كبير في استلام تعويضات المهجرين العائدين إلى درعا تحسين الشبكة الكهربائية في جرمانا الشيباني يبحث مع نظيريه السعودي والتركي جهود دعم استقرار المنطقة د.عامر خربوطلي: المعرض فرصة تاريخية ويعبر عن حالة اقتصادية جديدة عدنان الحافي: دور بارز بالترويج للمنتجات الوطنية درعا تطلق الحملة المجتمعية التطوعية الكبرى  "أبشري حوران "