The New Arab: صعوبة بالغة في معرفة هويات جثث ضحايا الأسد والشك المروع يلف الأهالي

الثورة – ترجمة ختام أحمد:

تعمل طبيبة الطب الشرعي سارة ملحم بلا كلل مع زملائها في ثلاجات الجثث بمستشفى دمشق ومستشفى المواساة الجامعي على أمل مساعدة العائلات في العثور على رفات أحبائهم في سوريا.
بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، تم اقتحام مراكز الاحتجاز التابعة للنظام وأطلق سراح المعتقلين في جميع أنحاء البلاد.
كانت الدكتورة سارة مترددة بين البحث عن ابنة عمها، التي سُجنت في عام 2013، ومساعدة الآخرين في التعرف على أحبائهم المفقودين – واختارت الطبيبة البالغة من العمر 27 عاماً الخيار الأخير.
أفاد تقرير أصدره المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أكثر من نصف مليون شخص في سوريا منذ عام 2011. وذكر تقرير المرصد أن مقتل الآلاف تأكد بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد الوحشي واكتشاف وفتح مراكز الاعتقال والسجون والمقابر الجماعية.
ومن المرجح أن يكون العديد من السوريين قد قُتلوا أو أُعدموا أو أُرسلوا في “مهام عسكرية قاتلة” على يد جيش الأسد. ونادراً ما أُبلغ الأقارب، ونادراً ما أُعيدت الجثث، الأمر الذي ترك الأسر في حالة من الشك المروع.
وعلى أمل مساعدة الأسر على التعافي من هذه الصدمة، توصلت الدكتورة سارة وفريقها إلى طرق مبتكرة لمساعدة الأسر في تحديد هوية أحبائهم المفقودين، مثل مشاركة صور الجثث مع مجموعة تيلغرام يديرها طلاب الطب أو لصق الصور على الحائط خارج مدخل قسم الطوارئ في مستشفى دمشق.
وفي حديثها لـ  «العربي الجديد» عن حالة الجثث التي تعاملت معها، أوضحت الدكتورة سارة أن «عملية التحلل الطبيعية للجثث تعطلت بشكل كبير بسبب تخزينها في وحدات التبريد لفترة طويلة، ما أدى إلى عدة حالات، حيث وصلت بعض الجثث إلى مراحل متقدمة من التحلل، بينما ظهرت على أخرى علامات التحنيط أو التصبن».
وأضافت أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر تسبب أيضاً في نمو الفطريات، ما جعل تحديد وقت الوفاة أمراً صعباً للغاية.
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 3700 طفل من الأطفال الذين اعتقلهم نظام الأسد منذ آذار 2011 ما زالوا في عداد المفقودين والمختفين قسراً، ورغم فتح سجون النظام السابق إثر عملية ردع العدوان إلا أن مصير هؤلاء الأطفال ما زال مجهولاً.
لقد عملت الدكتورة سارة وزملاؤها حتى بلغوا حد الإرهاق. فعلى مدى عقود من الزمان، عانت سوريا من نقص حاد في المتخصصين في الطب الشرعي.
لقد أدى الظلم الذي مارسه نظام الأسد، بالإضافة إلى الدخل المنخفض الذي يتقاضاه الأطباء الشرعيون، إلى نقص حاد في الاهتمام بالتخصص في هذا المجال.
وتم جلب الجثث والهياكل العظمية بعد أيام قليلة من سقوط نظام الأسد، من السجون ومستشفى عسكري ومقابر تم اكتشافها مؤخراً.
وتضيف الدكتورة سارة: “بدأنا في التعرف على الجثث واحدة تلو الأخرى، كانت عملية صعبة للغاية، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة”.
وتضيف: “لم يكن هناك فريق أمني لحمايتنا، وكان الناس يدخلون المشرحة باستمرار للبحث عن أحبائهم، وكانوا يلتقطون صوراً للجثث، وحاولنا منع الناس من الدخول، لكن الأمر كان صعباً للغاية”.
“كنا نجد الجثث متراكمة فوق بعضها البعض، 35 جثة أو أكثر في ثلاجة واحدة، وأكياس أخرى تحتوي على عظام بشرية وهياكل عظمية، ثم يتم نقل هذه الجثث من المستشفى العسكري إلى مستشفى دمشق للتحقيق والتعرف عليها”.
إن مشاركة أطباء الأسنان في عملية التعرف على الجثث أمر بالغ الأهمية، حيث يستخدمون تقنيات مثل الأشعة السينية البانورامية، والتي تساعد في تقدير عمر الشخص المتوفى. ويقوم فريق آخر من أطباء الأسنان الشرعيين بفحص الأسنان لتحديد هوية الجثث.
في دمشق يوجد مشرحتان فقط: واحدة في مستشفى دمشق والأخرى في مستشفى المواساة الجامعي.
“وعند وصول الجثث، انضم أطباء الأسنان إلى أطباء الطب الشرعي لتحديد وتوثيق السجلات الطبية للأسنان. كما قام أطباء الأسنان بفحص مناطق معينة من الجمجمة. ومع ذلك، بسبب نقص الكوادر الطبية، تم تكليف أطباء الأسنان داخل المشرحة بمهام أخرى للتعويض عن نقص المتخصصين”، كما أوضحت الدكتورة سارة، موضحة أن الجثث ربما تم تخزينها لمدة تصل إلى ستة أو سبعة أشهر في ثلاجات الدولة.
المصدر _ The New Arab
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
مؤتمر باريس لدعم العملية الانتقالية في سوريا.. دول مانحة لإعادة إنعاش الاقتصاد وأصوات لرفع كامل العق... البيان الأول للجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني: يؤسس لحوار جامع يتجاوز الحواجز والاصطفافات اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني في المؤتمر الصحفي الأول.. سيمثل كل الخبرات والاختصاصات والمحاف... خطة للتعاون مع ألمانيا لإعادة الإعمار وتحسين واقع المياه The New Arab: صعوبة بالغة في معرفة هويات جثث ضحايا الأسد والشك المروع يلف الأهالي الشبكة السورية لحقوق الإنسان: نظام الأسد استخدم عقوبة الإعدام لقمع المعارضين بالجرم المشهود.. القبض على سارقي مستوصف الصحة المدرسة في جديدة الفضل "الصحة" تطلق رابطاً للتسجيل على عمليات زراعة القوقعة "فورين أفيرز": اللاجئون العائدون إلى سوريا.. وجهاً لوجه مع بيوتهم المدمرة بيدرسون أمام مجلس الأمن: رفع العقوبات عن سوريا ومعالجة التحديات وزير الخارجية الفرنسي: قررنا منح اللاجئين السوريين تصاريح زيارة مؤقتة الدفاع التركية تعلن القضاء على 56 إرهابياً شمالي العراق وسوريا الهلال الأحمر بدرعا يواصل حملة التبرع بالدم اعترض على أتاوات الفرقة الرابعة فكان مصيره السجن الوزير الشيباني يلتقي مع نظيره الفرنسي في باريس السوق الموازية في دمشق.. جيوب الفقراء تتحول إلى غير الأساسيات في قلب السوق.. منتجات غير مطابقة تهدد سلامة الجميع! 7 سنوات على استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في "خان شيخون".. والمحاكم الدولية لم تحرك ساكناً مازال أنين الضحايا يملأ الآفاق.. عبد الحميد يوسف أحد الناجين من المجزرة: 19 شهيداً من عائلتي بينهم ز... مجزرة "خان شيخون".. أهالي الضحايا بانتظار العدالة ومحاسبة القتلة