هولاند .. أعاصير الندم أم ريح الإرهاب؟!!

ثورة اون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســــــم

بين الهوس بالعدوان والشعور بالخيبة والفشل تشتعل رياح الحماقة الفرنسية، في مقاربات هولاند للإرهاب وأسبابه وعلاقته به التي تتقاذفها رياح القرينة الدامغة على تورطه، وهي تلاحقه صباح مساء، فيغفو على كابوس ضائع ويستيقظ على أضغاث أحلام بائدة، أخرجتها السياسة من التداول منذ زمن طويل.
لم يسبق لرئيس في العالم أن ندم لأنه لم يشن عدواناً، أو لأنه لم يشعل حرباً كما هو حال هولاند اليوم، في محاولة بائسة للهرب مما جنته سياسته الرعناء في رعاية الإرهاب والتحريض عليه، في سابقة تسجل له!!!.‏

المفارقة الأكثر استدعاء للغثيان السياسي أن هولاند لم يكتف بما اقترفته يداه بحق السوريين حين دعم الإرهابيين وتعاون مع الدول الممولة لهم والحاضنة لمعسكراتهم، بل يزيد عليها ندمه لأنه لم يمارس عدواناً عسكرياً كان على أهبة الاستعداد لاقترافه، فيخلط الحابل بالنابل، ويتنكر للحقائق دفعة واحدة ويرسم محاكاة الواقع بالمقلوب.‏

الواضح أن حالة الهستيريا التي تلاحقه لم تنتهِ عند حدود الندم بدليل أن حماقته السياسية لا تعرف سقوفاً ولا تقف عند حد، ولا تجد لها في سراديب وأقبية الإرهاب ما يترجمها، فيغوص في مستنقع الندم للتعويض عن خيبته وهو الذي يحمل الرقم القياسي في أدنى شعبية يتحصل عليها رئيس فرنسي في التاريخ الحديث، وقد تكون كافية من ناحية المبدأ لفهم الأسباب والدوافع التي ترسم أقواله وتصريحاته حول سورية، وبهذا الشكل الأرعن.‏

لسنا بوارد تفنيد الهواجس التي يعيشها، ولا في تصنيف الحسابات الخاطئة والقاتلة التي يخطو باتجاهها، لكن من المفيد ربما العودة إلى الدفاتر المؤجلة في أروقة سياسته التي باتت اليوم عنوانا صريحا لكوابيس الفشل التي تحاصره، وأساسها الأطماع المستيقظة في استنساخ عقل ومحاكاة الاستعمار الفرنسي وما يخفي خلفه.‏

لا يريد أن يعترف بتلك الأخطاء وتلك مشكلته، ولا يرغب في الكشف عن عمق الخيبة التي تلاحقه، وهذا مأزقه، ولا يملك الجرأة ليجيب على أسئلة الفرنسيين، وهذه معضلته التي هوت بشعبيته إلى الحضيض، لكن أن يندم لأنه لم يشن العدوان، فذلك يحتاج إلى وقفة طويلة ومتأنية، بل وإلى مقاربة مختلفة يعرف هولاند مسبقاً إلى أين تقود، وقد قادت غيره من قبل.‏

ما هو محسوم أن الفرنسيين الذين انتظروا عليه طويلاً ليسوا بوارد نسيان ما جنته سياسته، ولا تزال دماء أبنائهم الأبرياء من فعل الإرهاب الذي زرعه في جنبات المنطقة ماثلة أمامهم، وهم بالتأكيد لن يقبلوا أن يجرهم إلى حيث تغوص أقدامه في أوحال الإرهاب، ولا أن تكون باريس موطئاً لأقران البغدادي وحلفاء الجولاني وأتباع بن لادن والظواهري.‏

a.ka667@yahoo.com ‏

آخر الأخبار
الذهب يسجل أرقاماً جديدة.. والدولار دون السعر الرسمي بأكثر من 800 ليرة حملة "أنقذوا حمزة العمارين" تتصدر المشهد في السويداء وسط مطالبات بإطلاق سراحه أطباء بلا حدود: انهيار صحي واحتياجات إنسانية متفاقمة في سوريا رغم انتهاء الحرب جمال الأسواق الشعبية في سوريا.. عمارة تنبض بالهوية وتُعانق الحياة اليومية بين المعاهد التقانية وميدان العمل.. كفاءات وقوة في مشهد الاقتصاد والتنمية تقاذف للمسؤوليات والسكان يطالبون بحل.. أزمة نظافة حادة في جرمانا السلم الأهلي خط الدفاع الأول لبقاء الوطن 40 بالمئة انخفضت أسعار العقارات وتوقعات بموجة هبوط خبير عقاري يكشف لـ"الثورة".. أزمات السيولة والتضخ... لقاء أميركي أوروبي للتوصل إلى اتفاق تجاري وتجنب حرب تجارية التكنولوجيا ليست ترفاً.. المهندس هرم جمول لـ"الثورة": "الخطوط النارية" لحماية الغابات سوريا الجديدة.. سعي مستمر لصناعة السلام ودفع عجلة الاقتصاد القبض على عناصر خلايا إرهابية بعمليات نوعية في اللاذقية غزة .. ممرات إسرائيلية مزعومة والمجاعة تواصل فتكها بالأطفال إعادة النظر بخططنا السابقة للحفاظ على ما تبقى من غاباتنا ويتكوف: الأوضاع في سوريا في طريق التسوية بالفعل "التعويم المدار" يحد من التأثيرات السلبية للضغوط الاقتصادية إلى متى العجز عن تأمين السيولة وتزويد المصارف بالكاش..!؟ حرائق الساحل.. حكايات تروى للمرة الأولى استقرار الليرة.. أحد أبرز الفوائد في ضخ الاستثمارات الأجنبية لقاء باريس.. بين الرمزية السياسية والتعقيدات الأمنية العاصفة