ثورة أون لاين:
في أول رد فعل أمريكي على المبادرة الروسية لجمع الأطراف السورية في موسكو فيما إتفق على تسميته (( اللقاء التمهيدي التشاوري )) أواخر الشهر الحالي, قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لقائه مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن المبادرة السلمية الروسية لعقد هذا اللقاء (( قد تكون مفيدة )) مؤكداً على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المدن السورية إبتداءً من مدينة حلب.
وربما تلك العبارة قد تكون هي كلمة السر التي تنتظرها المعارضة المرتبطة بواشنطن وحلفائها للإنخراط في مشروع العملية السياسية الحالية التي تقودها موسكو في السعي إلى جمع أطراف المعارضة مع الحكومة السورية على طاولة واحدة للتشاور أواخر هذا الشهر لعرض أسس ومبادئ وأفكار يمكن أن يتفق عليها للبدء في عملية سياسية تؤدي إلى وقف نزيف الدم في سورية ووقف الإرهاب الذي تقوده أطراف دولية وإقليمية وتنفذه مجموعات إرهابية مأجورة ذات فكر وهابي تكفيري عملت على إجهاض أي مسعى سياسي لحل الأزمة في سورية حتى الآن.
وربما تكون تلك التصريحات أيضاً إيذاناً للمعارضة بقبول مناقشة تفاصيل مبادرة المبعوث الأممي لتجميد القتال في مدينة حلب والإنخراط في تنفيذها.
إذا كان ذلك الاستنتاج قريباً من الواقع فإن الأيام القادمة ستشهد تطوراً على مستوى ترتيبات عقد مؤتمر موسكو وتراجع بعض أطراف المعارضة المرتبطة بالولايات المتحدة والدول الإقليمية الداعمة لها عن تصريحاتها بعدم تلبية الدعوة الروسية.
وبالتزامن مع تصريحات كيري أعرب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي له أمس أن الأطراف السورية التي لن تشارك في إجتماع موسكو ستفقد أهمية دورها في العملية السياسية وأن إنطباعات موسكو من الإتصالات مع مختلف مجموعات المعارضة والدول التي تنشط على أراضيها هذه المجموعات تشير إلى تفهم لأهمية هذا اللقاء وضرورته.
مما يوحي بأنه ربما يكون هناك إتفاق دولي إقليمي قد تبلور على جعل مؤتمر موسكو ينعقد في وقته وأن يأخذ وقته اللازم لإنضاج مشروع حل سياسي قادم والأيام القليلة القادمة كفيلة في بلورة الصورة وإيضاحها أكثر فأكثر.
أحمد عرابي بعاج