ثورة أون لاين- شعبان أحمد
لم أستطع إخفاء «حرارة» غبطتي رغم برودة العاصفة الثلجية وما فعلته بالسوريين بدءاً من البرد القارس مروراً بالتخريب الذي أصاب مزارعي الساحل وخاصة الحمضيات والتي تساقط منها تحت أمها ما يقارب الـ 50%…
وليس انتهاء بغلاء المواد والأسعار وفقدانها المواد في بعض الأحيان…
أقول: غبطتي جاءت من إجراءات قامت بها الجهات المعنية لجهة فتح الطرقات وتواجد الآليات المعدة لذلك على مدار الساعة وكذلك كثافة عناصر شرطة المرور في الشوارع لتسهيل حركة المرور ومساعدة من يحتاج لهم…
مظاهر إيجابية تدل بوضوح على أن الدولة بمؤسساتها وأجهزتها مازالت قوية رغم الجراح التي أصابتها…
أما حزني وشموخي فاجتمعا مع هذا الجندي الذي يرابط في الجبال دفاعاً عن الوطن وذاك الواقف وقوف الشامخ على الحواجز… حينها قلت في نفسي وكذلك كثير من السوريين إن لم يكن معظمهم: ننتقد عدم توافر المازوت ونطبل لانقطاع الكهرباء…!! ونحن جالسون في مكاتبنا أو سياراتنا «دافئين» بينما هؤلاء «الجنود» يموتون ألف ميتة يومياً لنعيش نحن…!!
ولأن هذه المظاهر «أخجلتني من نفسي» لأنانيتي قررت أن أعيش يوماً واحداً فقد لا غير من دون كهرباء ولا تدفئة تضامناً مع حماة الديار… أما الوقوف بالبرد فاعتذرت عنه… إلاً أنني فشلت مع أول ساعة وسارعت لإشعال المدفأة مع «تمتمات» لا تخلو من الغيظ…!!
غيظ من نفسي… غيظ ممن ينتقدون وهم جالسون في مكاتبهم وبيوتهم.. دافئين هانئين؟؟!! بينما هناك آلاف الأسر السورية تعيش حياة في المخيمات ينطبق عليها كل شيء إلاً أن تكون ملاذاً لعيش البشر…!! وكذلك هؤلاء الجنود «حماة الديار» الذين يقفون كالجبال مدافعين عني وعن أمثالي وعن حرمة الوطن….
كل السوريين خسروا… هذا خسر منزله.. وذاك خسر فرشه… و«ثالث» سيارته…
هذه الخسارة لا يمكن مساواتها بمن خسر ابنه شهيداً أو من يعيش بعيداً عن أهله أو وطنه.. فهذه خسارة ليست ككل الخسارات… ورغم ذلك لا يمكن أن تقاس بخسارة الوطن… لأنه في هذه الحالة نخسر الكرامة والعرض… وهذا سر بقاء سورية قوية بعد أربع سنوات من الحرب «الهوجاء» عليها من أصقاع الأرض مدعومين من وهابية تكفيرية صهيونية.