نفض ياسمين الشام غبار حقبة من الهوان والظلم.. وبدأت صباحات سوريا الجديدة، منذ أن استقبلت فجر الثامن من كانون الأول لتطوي صفحة أكثر من نصف قرن من عبث النظام البائد.. وبدأت معها صفحات تأريخ جديد لائق بأحلامنا وآمالنا، وتنفس السوريون الصعداء، وفتحت أبواب الظلام والقهر ليخرجوا يحتفلون بالحرية التي سُلبت منهم.
صبرت سوريا وآمن السوريون أن القدر سيمحو في يوم ما تلك الحقبة السوداء من تأريخهم، وأن الشعب الصامد الصابر لن يستسلم للقهر والإذلال والتشريد مهما طال الوقت، وكان مؤكداً أن صباح سوريا الجديد سيبدأ، بعد أن طال ليلها واشتدت حلكتها، وجفّت ينابيعها وذبل ياسمينها وترهلت ملامحها الجميلة.
تعلمنا جيداً من المتاعب التي تعرضنا لها، والتجارب التي حدثت في مختلف البلدان، فالتغيير إلى الأفضل في ظل الظروف الراهنة ليس سهلاً إلا أنه ممكن، فلم تسفك دماء في الطريق من حلب إلى دمشق، لأن السوريين لم يعد لهم همّ سوى التخلص من النظام الفاسد الظالم وطغمته وأعوانه أولاً، والتفتت كل الأطياف حول الوطن في تلك اللحظات التاريخية الفاصلة، والإدارة الجديدة رهنت المستقبل لإرادة الشعب.