الثورة – حسين صقر:
ينتظره المسلمون مع حلول شهر رمضان المبارك، المسحر أو المسحراتي، والذي كان يتولى مهمة إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل آذان الفجر، ويجوب شوارع وأزقة الحارات حاملًا بين يديه طبلته الصغيرة ومُنادياً بأعلى صوته بكلمات وعبارات كان يقوم بتلحينها بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته فكانت تضفي سحراً خاصاً على المكان ومنها “قوموا إلى سحوركم.. رمضان جاء يزوركم”. وكان الأطفال ينتظرونه ليشاهدوه ويرافقوه في مشواره ولينشدوا معه أناشيده التي يرددها قبل مطلع الفجر.
وكان الناس ينتظرونه بلهفة، وخصوصاً الصغار منهم، بل كان أكثرهم يحرصون على السحور من أجل سماع صوت المسحراتي الشجي وطبلته المشدودة، ويصومون من أجل أنهم تسحروا:
اصحى يا نايم.. وحّد الدايم
قوموا على سحوركن.. أجا رمضان يزوركن
“اصحى يا نايم.. وحّد الدايم”.. نداء المسحراتي الخالد في حارات دمشق.
وبعد السحور يحرص الدمشقيون على أداء صلاة الفجر جماعة في المسجد، وبعضهم يصليها في البيت مع عائلته، ثم يتفرغون لقراءة القرآن حتى الشروق، بحيث يختمون جزءاً من القرآن يومياً، حتى يتسنى لهم ختمة المصحف كاملاً خلال شهر رمضان الكريم.
#صحيفة_الثورة