يقولون من كمال الإيمان حسن الخلق، ومن أعطى وقت الحاجة كانت عطيته مضاعفة، فكلام المرء بيان فضله وترجمان عقله، حيث قيمة الشيء تعرف عند الحاجة إليه.
فلنكن جميعاً عند حسن الظن قولاً وفعلاً في هذا الشهر المبارك، شهر الرحمة والمغفرة حيث تمتحن النفوس وتختبر بما كسبت الأفعال خيرها وشرها.
إن الرأفة بالعباد من محاسن الأخلاق، والكلمة الطيبة هي أوكسجين العلاقات البشرية، فما بال الذين يتجبرون بفعل السوء وارتكاب المعاصي ولا يأبهون لمعاني ودلالات حرمة الشهر المبارك، فنرى الكثير من أصحاب المحال التجارية على سبيل المثال لا الحصر، قد رفعوا أسعار سلعهم وبضائعهم، ولاسيما الغذائية منها، فتعذر على العوائل والأسر الفقيرة وهي غالبية المجتمع أن تجد ما يستر حاجتها إلا بالحدود الدنيا.
ولعلّ هذه الحالة من الشحّ والقلة مع ازدياد الفاقة، نظراً للظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد، يفترض أن يأخذ بها أصحاب الشأن من الأغنياء والذين لديهم المشاريع والموارد والجمعيات وغيرها، والأمر هنا لا يقتصر فقط على هذه الشريحة، وإنما على متوسطي الحال أيضاً، حيث ما زال العديد منهم لديهم آفة الجشع والطمع ولا يهمهم سوى ما يدخل جيوبهم من أرباح يومية، خاصة في شهر رمضان المبارك، إذ يعتبرونه بازاراً مناسباً لاقتناص الفرص، بدل التقية والرحمة والأخذ بتعاليم الدين الحنيف، والحديث الشريف، بتعزيز التكافل والتعاضد والتعاون الاجتماعي والأخلاقي والإنساني.
وليعلم المرء أن من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه.. فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وخيرها من يدلك على الخير.