عبد الحميد غانم:
من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه تبارك وتعالى البذل والعطاء في وجوه الخير، ولاسيما في هذا الشهر المبارك، وعلى وجه الخصوص إذا كان ذلك العطاء لأهلنا وأبناء جلدتنا الذين لجؤوا خلال الحروب إلى مخيمات، وسكنوا العراء.
إعانة المحتاجين
إمام وخطيب مسجد الفاروق في ضاحية ٨ آذار – يوسف مسلم الخليف، قال: لذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان سبّاقاً في إغاثة الملهوف وإعانة المحتاجين، كما صنع مع الذين قدموا إليه وكانوا حفاة عراة، فرأى فيهم الفاقة، فأمر بلال أن يؤذن في الناس حتى إذا اجتمعوا خطب فيهم وحثّهم على الصدقة لأولئك، فكان الرجل يتصدق من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة، كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل (يستنير فرحاً وسروراً) كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجرمن عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً”.
أنفعهم للناس
وتابع الشيخ الخليف: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! أي الناس أحبّ إلى الله؟ وأي الأعمال أحبّ إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعاً”. رواه الطبراني .ورداً على سؤال ما الذي يحتاجه اللاجئون أكثر من أي شيء؟، أكد الشيخ الخليف أن اللاجئين بحاجة للسلام حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، في غياب السلام، يحتاج اللاجئون إلى فرص ليكونوا فاعلين في مجتمعهم والمجتمعات التي رحبت بهم، سواء من خلال العمل أم الدراسة أم الرياضة أم الأنشطة الأخرى.ونوه الشيخ الخليف بـأن حقّ العمل والوصول إلى أسواق العمل، إنما هو من المقومات الرئيسية اللازمة للسماح للاجئين بتأمين سبل عيش مستدامة، لأن ذلك يخفض من استضعافهم، ويعززمن لدونتهم، ويمكنهم من اكتساب حياة كريمة.