الثورة – وعد ديب:
بسم الله الرحمن الرحيم: (يا أيّها الذّين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتّقون).. صدق الله العظيم. فما هو هذا الإيمان.. وما هي هذه التقوى.. وما فائدة الصيام؟ الإيمان: هو أنه لا إله إلا الله ؛ فالّله تعالى أرشدنا إلى آياته، وملَك دوماً يناديك في قرارة نفسك، إن سمعت من الملَك أو من الرسول أو المرشد ففكرت بالتربية وبمن يربيك، ونهايتك ومصيرك ووحدك في القبر، بهذا التفكير تتولد الخشية في النفس، عندها تلتجئ النفس للفكر فتنظر في الكون بصدق، وترى فيه التربية ويقول الإنسان: ﻻ إله إلّا الله، ويؤمن بها حقّاً.. هذا الإيمان يباعد النفس عن محارم الله، وهذا الإنسان كيفما تحوّل يرى الله معه. فهذا المؤمن عدا عن أنه غدا مستقيماً، فإن قلبه أيضاً قد صام ونفسه اجتمعت، وبفعله شيء من المعروف، عند المساء وإثر إفطاره يرى نفسه بأنه جاع وعطش لرضاء الله كما أنه فعل المعروف فيقبل عند الله، وهكذا وفي كل يوم يكسب جديداً حتى العشر الأخير من رمضان.
وفي العشر الأخير تستكمل نفسه الكمال وتشتق الكمال، فيحب أهل الكمال ويتعلق بهم، يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتدخل معه على الله، وهذه هي التقوى التي تسترك عن محارم الله، فإذا قرأت القرآن فهمته، إن رأيت شيئاً من آياته فقهت المراد “لعلّكم تتقون”، إن آمنت حقاً تصوم، إن صمت ارتبطت بأهل الصدق والكمال وبمعيتهم تدخل على الله، أما من صام وليس له هذا الإيمان فليس له إلّا الجوع والعطش.
نستشهد من هذا الكلام ملخص الصوم هو الرجوع إلى الله، التوبة، وتصحيح النفس، وليس الصوم هو الصوم فقط عن الجوع والعطش، فمن تاب ورجع إلى الله سبحانه فقد فاز برضا الله وبالجنة ، ومن لم يتب إلى الله جل جلاله فقد كسب الجوع والعطش.
#صحيفة_الثورة