الثورة – لينا إسماعيل:
نعلم جميعنا أن للموائد الرمضانية خصوصية معينة في كل البلاد الإسلامية، لكن ربما لا يعلم البعض أن لهذه الموائد في سوريا خصوصية تراثية تختلف بين المحافظات والمدن أيضاً.
فعلى الرغم من اشتراكها بالمشروبات الرمضانية كالعرق سوس وقمر الدين والتمر هندي، وفي طبق الشوربات الذي يكاد يوحد الموائد الرمضانية، وكذلك السمبوسك والبرك، إلا أن هناك طبقاً يومياً خاصاً تنفرد به كل مدينة سورية عن باقي المدن.
تعتبر الفتات الشامية على سبيل المثال تقليداً رمضانياً يومي على مائدة الإفطار الدمشقية، وللفتات الشامية التي ذاع صيتها في البلاد العربية أنواع وطرق كلها شهية، وقد راعت عادات المجتمع القديمة اختلاف أوضاع الناس المادية، فإن لم يتيسر وجود التسقية بالسمنة، تم استبدالها بالتسقية بالزيت، وإن لم تتوفر وجبة رئيسة داعمة للإفطار، فإن طبق التسقية بحد ذاته قيمة غذائية وافية، ناهيكم عن طعمها الشهي الذي لا يُمل منه، ولهذا يتجدد الطبق يومياً إما كمقبلات، أو كوجبة رئيسية بحسب الوضع المادي للأسرة.
في حين تتجه الأسر الأكثر غنى للتنويع في الفتات كفتة الدجاج، وفتة المكدوس باللحم والباذنجان الفاخرتين، إضافة إلى تسقيات السمنة والزيت في موائدها الرمضانية التي لا غنى عنها، ولا مانع أيضاً من وجود طبق من الفول باللبن أو الحمض مع زيت الزيتون بجانبها.. أما فتات رأس الخاروف، والمقادم، واللسانات، فهي للعزائم والولائم الشامية.
في حين تجد أن الطبق اليومي الذي تنفرد به موائد الحلبيين الرمضانية هو الكبة النيّة، وأصل التسمية أنها تعتمد على البرغل الناعم مع لحم الخاروف الخالي من الدهن أو الشحم الذي يؤكل نيئاً، حيث يتم مزجه مع البرغل والفليفلة الحارة وبجانبها طبق المحمرة مع دبس الرمان والجوز، وهي مقبلات شهيرة، تمتد بعراقتها إلى مختلف المدن والمناطق الشمالية كإدلب وسراقب وحارم وسلقين وصولاً إلى المطبخ التركي.
وقد راعت جداتنا أيضاً من ربات البيوت قديماً فروقات الأحوال المادية، فاخترعت الكبة بزيت الزيتون مع الفليفلة الحمراء بديلاً عن الكبة بلحمة، وهي تتمتع بذات الشكل وطعم شهي قريب جداً منها.
أخيراً.. شاركونا بمعلوماتكم عن خصوصية طبق رمضان اليومي في باقي المحافظات السورية لنتعرف عليها، ونجربها ربما..
#صحيفة_الثورة