الثورة – ناديا سعود وحسين إبراهيم:
تخيل معي أنك صحفي ولديك مساعد ذكي (بوت) يمكنه أن يساعدك في أداء مهامك اليومية بفعالية أكبر، هذا البوت ليس مجرد أداة تقنية، بل هو امتداد لتفكيرك وأسلوبك الصحفي، سأشرح لك كيف يمكن إنشاء بوت شخصي قادر على تلبية احتياجاتك المهنية، الخطوة الأولى: تحديد احتياجات الصحفي قبل بناء البوت، يجب أن تحدد المهام التي تريد أن يقوم بها البوت نيابة عنك، على سبيل المثال: 1. جمع المعلومات: البحث عن مصادر موثوقة، تجميع البيانات، أو مراقبة الأخبار العاجلة.2. تنظيم العمل: إدارة المهام، تذكيرك بالمواعيد النهائية، أو تنظيم المقابلات.3. تحليل البيانات: تحليل الإحصائيات، إنشاء رسوم بيانية، أو تلخيص التقارير الطويلة.4. التفاعل مع الجمهور: الرد على استفسارات القراء، أو إدارة التعليقات على مقالاتك.5. تحرير النصوص: تصحيح الأخطاء الإملائية، تحسين الصياغة، أو اقتراح عناوين جذابة، الخطوة الثانية: تصميم البوت بناءً على احتياجاتك، يمكن تصميم البوت باستخدام أدوات مثل:- منصات الذكاء الاصطناعي: مثل ChatGPT أو Claude.- أدوات تطوير البوتات: مثل Microsoft Bot Framework أو Dialogflow. – لغات البرمجة: مثل Python مع مكتبات مثل NLTK أو spaCy لمعالجة اللغة الطبيعية. مثال: إذا كنت تريد بوتاً يساعدك في جمع الأخبار، يمكنك برمجته لمراقبة مواقع الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي باستخدام واجهات برمجية (APIs) مثل Twitter API أو Google News API، البوت يمكنه أن يرسل لك تنبيهات فورية عند حدوث أخبار عاجلة في مجالك، الخطوة الثالثة: تدريب البوت لجعل البوت أكثر ذكاءً، يجب تدريبه على فهم أسلوبك الصحفي واحتياجاتك، يمكنك ذلك عن طريق:1. تغذية البوت بمحتوى سابق: أعطه أمثلة من مقالاتك، تقاريرك، أو حتى تفضيلاتك اللغوية.2. تعليمه المصطلحات المتخصصة: إذا كنت تكتب في مجال اقتصادي، علم البوت المصطلحات الاقتصادية.3. التغذية الراجعة: قم بتقييم أداء البوت باستمرار وقم بتحسينه بناءً على ملاحظاتك. مثال: إذا كنت تكتب تقارير عن التغير المناخي، يمكن للبوت أن يتعلم مصطلحات مثل (انبعاثات الكربون) أو (الطاقة المتجددة) ويقترح عليك إحصائيات أو دراسات حديثة عند كتابتك، الخطوة الرابعة: تفعيل البوت في العمل اليومي بمجرد أن يصبح البوت جاهزاً، يمكنك دمجه في عملك اليومي، إليك بعض الأمثلة على كيفية استخدامه:1. البحث السريع: بدلاً من قضاء ساعات في البحث عن مصادر، اطلب من البوت أن يجمع لك المعلومات ذات الصلة.2. تلخيص النصوص: أعط البوت تقريراً طويلاً واطلب منه تلخيصه في نقاط رئيسة.3. إدارة الوقت: البوت يمكنه أن ينظم جدولك، يذكرك بمواعيد التسليم، أو حتى يرسل تنبيهات قبل المقابلات.4. تحسين المحتوى: البوت يمكنه أن يقترح تحسينات على مقالاتك، مثل تغيير العناوين أو إضافة روابط ذات صلة. مثال: إذا كنت تكتب مقالاً عن الانتخابات، يمكن للبوت أن: – يجمع لك نتائج الانتخابات السابقة.- يقترح عليك أسئلة لمقابلة مع مرشح، – يصحح الأخطاء الإملائية في مسودتك، الخطوة الخامسة: التطوير المستمر، البوت ليس أداة ثابتة، بل يمكن تطويره باستمرار، يمكنك إضافة ميزات جديدة بناءً على تطور احتياجاتك، على سبيل المثال: – التعرف على الصوت: إذا كنت تفضل التحدث بدلاً من الكتابة، يمكن للبوت أن يتفاعل معك عبر الأوامر الصوتية.- التكامل مع أدوات أخرى: دمج البوت مع أدوات مثل Trello لإدارة المهام، أو مع Google Drive لحفظ المستندات تلقائياً، مثال عملي: بوت لصحفي استقصائي لنفترض أنك صحفي استقصائي يكتب عن الفساد المالي، يمكن للبوت أن:1. يراقب التحويلات المالية: باستخدام APIs من البنوك أو منصات مالية.2. يحلل البيانات: يبحث عن أنماط غير طبيعية في التحويلات.3. يولد تقارير أولية: يلخص النتائج في تقرير مبدئي يمكنك تطويره.4. يحمي معلوماتك: يستخدم تشفيراً متقدماً لحماية مصادرك، البوت الشخصي يمكن أن يكون مساعداً قوياً للصحفي، حيث يوفر الوقت، يزيد الدقة، ويرفع من جودة العمل، المفتاح هو تصميم البوت وفقاً لاحتياجاتك الخاصة، وتدريبه ليكون امتداداً لتفكيرك الإبداعي، مع التطور المستمر، يمكن للبوت أن يصبح شريكاً لا غنى عنه في عالم الصحافة.
#صحيفة_الثورة
