غداً في الخدمة.. مطار حلب الدولي جاهز لاستقبال الرحلات الجوية

الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي

 

أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني السوري إعادة تشغيل مطار حلب الدولي أمام حركة الطيران اعتباراً من يوم غدٍ الثلاثاء ١٨ آذار الجاري.

 

وأكدت في بيان لها أن المطار أصبح جاهزاً لاستقبال الرحلات الجوية، بعد استكمال جميع التجهيزات الفنية والإدارية، لافتة إلى أنه بالتزامن مع إعادة تشغيل المطار، سيتم استقبال رحلات جوية محلية ودولية، معربة عن ترحيبها بجميع شركات الطيران الراغبة في تسيير رحلاتها من وإلى مطار حلب الدولي.

 

ثاني أكبر المطارات

 

ويعد مطار حلب الدولي الذي يقع في منطقة النيرب على بعد نحو ١٠ كيلومترات من وسط المدينة ثاني أكبر المطارات في البلاد بعد مطار دمشق الدولي، وتتجاوز مساحة أرض المطار أكثر من ثلاثة كيلومترات مربعة، ويحتوي على مدرج واحد رئيسي لاستقبال المسافرين والشحن الجوي، فيما يعود تاريخ إنشائه إلى بدايات القرن الماضي، إلا أنه شهد عدة تحديثات منذ التأسيس حتى قبيل انطلاق الثورة السورية في العام ٢٠١١، ويعتبر مركزاً مهما للنقل الجوي في سوريا، إذ يربط حلب، التي توصف بالعاصمة الاقتصادية بعدة وجهات داخلية ودولية، حيث كان في البدء مطاراً صغيراً ما لبث أن تطور مع مرور الزمن نظراً للأهمية التاريخية والسياحية والاقتصادية والثقافية لمدينة حلب التي تعدّ من أقدم المدن المأهولة في التاريخ لما تتمتع به من موقع جغرافي وتاريخي واقتصادي مهم، كما أنها تقع بمركز طريق قوافل الحرير في الماضي، وأنها صلة الوصل بين أوروبا والشرق.

 

عودة ولكن!

 

في شباط من العام ٢٠٢٠، عادت حركة الطيران إلى مطار حلب الدولي بعد توقف دام نحو ثماني سنوات، بتسيير رحلة جوية داخلية قدمت وقتها من دمشق، عقب إعلان وزارة النقل أن المطار سيعود إلى العمل، وما إن أعلن عن إعادة تشغيل الرحلات الدولية في المطار حتى بدأ النظام المخلوع، في ذلك الوقت، للترويج عن استئناف الرحلات لمدينة حلب، وتشجيع المغتربين على العودة إليها، بهدف تحريك القطاعين الاقتصادي والسياحي في المدينة، إذ كانت المدينة قبل الثورة في سوريا مرتبطة عن طريق المطار بأكثر من ٤٥ محطة، بحسب تصريح مدير عام الطيران المدني وأن عودته للعمل تعني ربط المدينة مع العالم الخارجي، وأن استئناف الرحلات الجوية عن طريق المطار تساعد المواطنين بالدرجة الأولى، كما تساعد المغتربين والصناعيين والتجار والمقيمين خارج البلاد في عودة تواصلهم ونشاطهم التجاري والصناعي. ولكن ما كان يغيب عن رؤية النظام البائد في تشغيل المطار، سواء عن قصد أم قصر في الرؤية، بحسب متابعين واقتصاديين، إن تفعيل حركة النقل والشحن الجويين كان من الممكن أن يسهم في جلب وشحن بضائع بين حلب والعالم الخارجي، لكن إنعاش مدينة حلب يحتاج إلى نشاط اقتصادي حقيقي، وإن استئناف العمل في المطار وسط شحّ الموارد والمواد الأولية وغياب القطع الأجنبي من السوق، أي شح العوامل التي يحتاج إليها أصحاب المنشآت للإنتاج والتصنيع والتصدير وحتى الاستيراد، يجعل إسهام الرحلات الجوية في دوران عجلة الاقتصاد قليلة وقليلة جداً، عكس المطلوب، ولا ننسى مسألة منع هبوط الطائرات السورية في مطارات الاتحاد الأوروبي وغيرها، بسبب العقوبات التي كانت مفروضة على النظام البائد، ما يحصر حركة الطيران فقط بالدول التي كانت تتعامل حكوماتها مع النظام الهارب، وأبرزها روسيا وإيران.

 

إهمال.. رغم الأهمية

 

وبالرغم من أن مطار حلب الدولي يملك أهمية كبيرة باعتباره منفذاً للمدينة على العالم الخارجي، فإنه لم يكن يحظى بالاهتمام المطلوب الذي كان يوليه النظام البائد لمطار دمشق الدولي، وكانت حلب قبل الثورة السورية إحدى أهم مدن الشرق الأوسط، ولعب موقعها الإستراتيجي دوراً في منحها الأفضلية بعملية التبادل التجاري ضمن المحيطين الإقليمي والمحلي.

 

وسبق للكثير من الفعاليات التجارية والصناعية في المدينة، أن انتقدت مرات عدة عدم اهتمام النظام المخلوع بمطار حلب، ففي كل مؤتمر أو مناسبة أو زيارة حكومية، وما أكثر الأخيرة من دون فائدة تذكر، كان يطلب منها أن تفعل الحركة الجوية من وإلى المطار على اعتبار أن هذه الخطوة كانت كفيلة بضخّ الأموال في السوق المحلية، وأن الحركة الجوية عبر مطار حلب ضعيفة وغير منطقية، ولكن لم يكن مستغرباً عدم اهتمام النظام البائد بالمطار وحركة الملاحة فيه في ظلّ الظروف الاقتصادية التي كانت تمرّ بها البلاد، ودعواته المستمرة للاستثمار في مناطق سيطرته، إلا أن أحداً لم يأت للاستثمار، نظراً لسياسات النظام المخلوع المتهورة، خاصة تلك المتعلقة بالاستثمار وقوانينه المعقدة والإجراءات التي كان يتبعها في سبيل تحقيق مصالحه الضيقة فقط، الأمر الذي جعل المستثمرين يعزفون عن القدوم إلى سوريا.

 

رؤية جديدة

 

من المقرر أن تحتفي حلب يوم غدٍ بذكرى مهمة في تاريخها مستلهمة دروس الماضي العريق، وهي تمضي نحو رؤية جديدة لصرح من صروحها الضارب بجذوره في أعماق الزمن، بإعادة افتتاح مطار حلب الدولي، وهي في الواقع تحدٍّ من خلال العمل والتطوير والجهود المتراكمة التي توليها الإدارة الجديدة للوصول إلى أعلى درجات التنافسية ليصبح المطار قادراً على تقديم جميع الخدمات بكفاءة عالية، وقادراً على تلبية الطلب على حركة السفر والوصول والسياحة، متطلعة إلى آفاق مستقبل مشرق ليظل صرحاً يفخر به السوريون عموماً، وأهل حلب على وجه الخصوص، كأحد أعرق المطارات في المنطقة، وهو ما يأتي في ضوء أهداف التنمية الشاملة المستقبلية التي أعلنتها الإدارة الجديدة.

آخر الأخبار
خبير حقوقي لـ "الثورة": الاعلان الدستوري خطوة مهمة في هذه المرحلة  ألمانيا تتعهد بتقديم 300 مليون يورو مساعدات لسوريا الخارجية ترحب بمبادرة قطر: خطوة حاسمة لتلبية الاحتياجات الملحة للطاقة في سوريا الدكتور الشرع: تفعيل اختصاصات الصحة العامة والنظم الصحية للارتقاء بالقطاع وصول الغاز الطبيعي إلى محطة دير علي.. الوزير شقروق: المبادرة القطرية ستزيد ساعات التغذية الكهربائية مرحلة جديدة تقوم على القانون والمؤسسات.. الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري ويشكل مجلساً للأمن القو... الرئيس الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري تاريخ جديد لسوريا وفاتحة خير للشعب غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا