الشيخ المحمد لـ”الثورة”: الإسلام راعى معاني الرحمة والكرامة الإنسانية مع الأسرى

الثورة – فريال زهرة:
لم تعرف البشرية فاتحاً أرحم بمحاربيه، ومن يقع في يديه من الأسرى، من رسول الله ﷺ.. ففي الوقت الذي كانت فيه الجاهلية لا تعرف أخلاقيات للحروب ولا حقوقاً للأسرى، جاء الإسلام ليضع للعالمين تصوراً سامياً لحقوق الأسرى، خلافاً لما كان عليه الروم ومِن قبلهم الآشوريون والفراعنة، الذين كانوا يفقؤون عيون الأسرى بالمسامير المحمَّاة، ويسلخون جلودهم ويُطعمونها الكلاب، حتى كان الأسرى يفضّلون الموت على الحياة.

هذا ما أكده الشيخ الأستاذ أحمد خضر المحمد في حديثه الطيب لـ”الثورة”، منوها بأن ثمة أحكاماً للأسرى وحقوقاً نصت عليها الشريعة الإسلامية قولاً وفعلاً. أما حكم الأسير في الإسلام، فهو الحبس، حتى يرى إمام المسلمين فيه وجه المصلحة، فإما أن يقبل فيهم الفداء بالمال، وإما أن يبادلهم بأسرى مسلمين، أو يُطلقهم منّاً بلا مقابل، أو يوزعهم على المسلمين رقيقاً وسبياً. ورغم أنَّ هؤلاء الأسرى ما هم إلا محاربون للإسلام، فقد قرَّر ديننا حقوقاً كثيرةً لهم، منها: الحرية الدينية؛ فيمارس شعائر دينه في أسره، ولا يُجْبَرُ على اعتناق الإسلام، والحق في الطعام، والكسوة، وقد عنون البخاري في صحيحه باباً سمّاه: “باب الكسوة للأسارى”، والمعاملة الحسنة: فلا ينبغي إيذاؤهم ولا تعذيبهم بضرب أو جوع أو عطش أو تركهم في الشمس أو البرد أو لسعهم بالنار المُحرقة، أو تكميم أفواههم وآذانهم وأعينهم ووضعهم في أقفاص الحيوانات. وذكر الشيخ المحمد أمثلة من السيرة على معاملة الأسرى، فمثلاً في غزوة بدرٍ: لمّا رجع ﷺ إلى المدينة فرَّق الأسرى بين أصحابه، قال لهم: “‌اسْتَوْصُوا بِالْأُسَارَى ‌خَيْراً”، وقال أَبُو عَزِيزٍ- وهو أحد أسرى المشركين- واصفاً الأنصار: “كَانُوا إذَا قَدَّمُوا غَدَاءَهُمْ وَعَشَاءَهُمْ خَصُّونِي بِالْخُبْزِ، وَأَكَلُوا التَّمْرَ، لِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إيَّاهُمْ بِنَا، مَا تَقَعُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ كِسْرَةُ خُبْزٍ إلَّا نَفَحَنِي بِهَا”. وبهذه التوصية النبوية الكريمة ظهر تحقيق قول الله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ [الإنسان: 8].وقد تركت هذه المعاملة الحسنة أثرها في قلوب هؤلاء الأسرى، فأسلم كثير منهم في أوقاتٍ لاحقة، فأسلم أبو عزيزٍ عقيب بدرٍ بعد وصول الأسرى إلى المدينة، وأسلم معه السائب بن عبيد. وأضاف المحمد أيضاً، غزوة بني المصطلق، أطلق النبي ﷺ سراح كل الأسرى، فقد كان ينشد في ذروة انتصاره أن يدخل الناس في دين الله، أكثر من نشدانه عقابهم أو الانتقام منهم، وبهذه الرحمة والسياسة الحكيمة استطاع أن يكسب هوازن وحلفاءها إلى صف الإسلام، واتخذ من هذه القبيلة القوية رأس حربة يضرب بها قوى الوثنية في المنطقة. وهنا لا يمكن للقارئ أن يمر بهذه الأخبار العجيبة من حسن معاملة الأسرى من قبل المسلمين، ولا يرجع بذاكرته إلى ممارسات الاحتلال الأمريكي في سجن (أبو غريب)، أو في غوانتنامو، أو إلى الأمس القريب في سوريا في عهد النظام البائد، وما مارسه زبانيته من فنون التعذيب في مسالخ صيدنايا وفروعه الأمنية الأخرى.

ختاماً يرى الشيخ المحمد أنه لم تعرف الأمم قانوناً لمعاملة الأسرى قبل الإسلام الذي راعى في تشريعاته معاني الرحمة والكرامة الإنسانية مع الأسرى من أعدائه، تلكم الرحمة التي لم يبلغها القانون الدولي الإنساني المعاصر.

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق