تمر هذه الأيام ونحن نعيش نبض انتصار ثورة الشعب السوري على النظام الأسدي الدكتاتوري، في الساحات العامة بكل المدن والبلدات والقرى السورية، وأينما حل السوريون في هذا العالم الواسع، معلنين آلافاً وملايين في الذكرى الرابعة عشرة لانطلاق ثورتهم العظيمة، أنه بعد إسقاط النظام البائد، بدأت المرحلة الأهم في حياتهم وحياة وطنهم سوريا، وهي مرحلة العمل والبناء، وأنهم شعب واحد لا يقبل القسمة تحت أي ظرف من الظروف.
فالعمل لم يتوقف ومستمر على كل الجبهات، والبناء يبدأ أولاً من بناء سوريا على أسس وطنية جامعة تستوعب كل السوريين دون استثناء، والإعلان الدستوري سيكون بوصلة هذا العمل وذاك البناء، والمدماك الأساسي في بناء الدولة السورية التي سوف يستكمل بناؤها بعد انقضاء المرحلة الانتقالية وكتابة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات عامة ورئاسية.
إلى ذلك الحين يبقى الوضع الاقتصادي والإنساني والأمني من أكبر التحديات التي تواجه الحكومة، ولا يمكن تغيير الوضع مما هو عليه إلا من خلال رفع العقوبات الأميركية والغربية بشكل نهائي، وفتح الباب أمام دخول الاستثمارات العربية والأجنبية إلى سوريا دون أي قيود.
وزيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم للعاصمة السورية للمرة الثانية وفتح سفارة بلادها بدمشق بعد 13 عاماً من الإغلاق، خطوة مهمة في تطور العلاقات بين البلدين، وتأتي في سياق الانفتاح الغربي على سوريا الجديدة، المؤمنة بمبادئ الأمم المتحدة والملتزمة بالقانون الدولي وكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه البلد الذي أنهكته 14 سنة من حرب قذرة لم يعرف التاريخ مثيلاً لها.