ينتظر السوري على ضفاف الأمل اكتمال المشهد في بلاده ..ثمة مخاض لا ينتهي ..الكل الدولي يترقب ولادة سورية الجديدة .. والبعض يتربص أيضا ..وحتى اللحظة مباركة الولادة في القاموس السياسي لا تعني الأمنيات بالخلاص التام ..الخطوات الدولية نحو سوريا تمر من عواصم القرار العالمي، خاصة في أميركا التي لا يمكن لأحد أن يتخطاها.. فكيف إذا كان دونالد ترامب في المكتب البيضاوي .
يكفي لأن يكتب ترامب على منصة اكس خواطره السياسية وحتى الاقتصادية حتى يعرف العالم أين تتجه خرائط الحروب، وقوافل التجارة ..حتى يضع الجميع خطط الوقاية من زلازل تغريداته ..فكيف وهو لا يزال يلوح بعقوباته الاقتصادية على سوريا المنهكة المتعبة الناجية بعد 14عاما من الحرب .
سوريا التي تحاول الحكومة الجديدة إنعاش اقتصادها الراكد على سرير التخوف من العقوبات وعدم الاستقرار..
الكل الدولي يترقب سلوك القيادة السورية حتى يحدد سياسته تجاه سوريا، والكل الدولي يتحدث في إطار الخطابات بعيدا عن ملامسة الواقع داخل بيوت السوريين وأحوالهم، إن لم نقل داخل خيامهم .
بتنا بحكم التجربة السورية ندرك أن التعاطف الدولي مقدمة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول وان الإدانة للعدوان على البلدان هو إعلان علني للحياد، وأن الدول الضعيفة قابلة للقسمة على ذمم الدول الطامعة لذلك وأكثر.
سوريا لا تقبل القسمة لكنها متعبه مكبلة بالعقوبات التي يروج الغرب أنه فرضها على نظام الأسد الساقط ، وإذ بها ركلة موجعة على اقتصاد الشعب السوري، فالعقوبات الاقتصادية لا يبدو أنها تطول الأنظمة السياسية بقدر ما تضغط على معدة المواطن، والدليل أن النظام لم يسقط جوعا بل أسقطه السوريون الذين جاعوا من فساده، فلماذا الاستمرار في تجويعهم إذاً.