ثورة أون لاين – شعبان أحمد:
لطالما تحدثنا… ومنذ سنوات والحديث هنا كان قصده «الاقتراح والتنبيه في آن»…
اقتراح كان محوره إيجاد حل للمازوت.. وضرورة إيصال الدعم إلى مستحقيه… والتنبيه بأن الوضع إذا استمر وفق السياسات الماضية سيوصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن….!!
اقتصاديون وباحثون أكدوا أن مثل هذه السياسات والقرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخراً برفع الدعم عن المشتقات النفطية وبعض المواد الأخرى كان يجب أن يكون في وقت الرخاء… مع سؤال مترافق دائماً:
هل عجزت الحكومة عن إيجاد بدائل مالية حتى تمد يدها إلى جيب المواطن…؟
نحن لسنا بصدد النقد والإشارة والتلميح، فالقرارات صدرت والمواطن يئن تحت وطأة نتاج أزمة مركبة ساهم بتعقيدها غياب سياسات واضحة المعالم…
اليوم لدى مديرية الطاقة في وزارة الزراعة دراسة يقول البعض أنها في غاية الأهمية ويجب الاستفادة منها وبالسرعة القصوى…بكل مايتطلبه الأمر من تجاوز الروتين والبيروقراطية المعهودة…
الدراسة تتمحور حول استخراج الوقود الحيوي «البيوديزل» من المواد العضوية وتحديداً من الطحالب… وبينت الدراسة أن قيمة إنتاج ليتر المازوت من الطحالب أخفض من سعر إنتاج نظيره الاحفوري بنسبة تتراوح من 20- 40% وأن هناك ثلاثة مجالات لزراعة الطحالب «الأحواض المفتوحة- الأحواض المغلقة التي لا تحتاج إلى ضوء- الأنابيب الضوئية» والطحالب تتمتع بميزات تشجع على استثمارها بإنتاج «البيوديزل» فنموها سريع جداً إذ إنها تنمو خلال يومين أو ثلاثة بسرعة كبيرة كما أن زراعتها لا تحتاج إلى مساحات كبيرة إذ إن زراعة 5 دونمات تنتج 30 طناً والتي تنتج بدورها 10 أطنان من المازوت…. أما الأهم أن زراعتها لا تؤثر على السلة الغذائية ولا على المخزون المائي الاستراتيجي كون المياه المخصصة لزراعتها راكدة ويمكن استخدامها مرات عديدة… إضافة إلى أن عملية الاستخراج صديقة للبيئة وتوفر كميات من المازوت كفيلة بإنعاش النشاط الاقتصادي والاجتماعي والأهم أنها تثبت سعر المازوت محلياً وتجعله بمنأى عن تذبذب السعر العالمي… وتؤمن جزءاً على الأقل من الحاجة المحلية في ظل الحصار الجائر والذي دفع ثمنه المواطن كثيراً…
أما الأهم من كل ذلك فإن إنتاج هذا النوع من الوقود يكون بإمكانيات محلية خاصة في ظل الأزمة التي تمر بها سورية والتي من شأنها حل مشكلة كبيرة اعترضت الحكومة والمواطن في آن…….
هو مشروع مهم وجدير بالمتابعة الفورية… والأهم أنه لا يحتمل التأجيل خاصة في ظل ما نشهده من فقدان لمادة المازوت وغلائها… وما تبعه من منغصات أخرى…؟؟!!
عن صحيفة الثورة