ما أن تخرج من دمشق، وتدخل بداية أوتوستراد درعا بعد جسر نهر السيدة عائشة، حتى تشعروكأنك دخلت في مكان لا تنتمي إليه، حيث الازدحام المروري، أزمات السيرالخانقة التي تواجهك، لا تخرج منها إلا بشق الأنفس، ولاسيما إذا كنت أنت من يقود السيارة.فبدءاً من الضغط العصبي، مروراً بالتوترالنفسي، وليس انتهاءً بمضايقات السائقين من اليمين واليسار، لأن كلّ من يسير على ذلك الطريق سوف يظن أن الطريق له وحده، وبالتالي سيكون لديه نفس الشعور، والسبب في ذلك البسطات المنتشرة من وقود وخبز وفواكه وخضار، وإشغالات المحال المجاورة للشارع، وذلك من بداية الطريق المذكوروإلى ما بعد بسطات السوق الشعبي، والتي تلتهم نصف الطريق.
بالطبع لسنا ضد هؤلاء، لأنهم يحاولون التقاط رزقهم في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة، ولكن أن يتسببوا بحوادث مرورية وتضييق الشارع على المارة والسيارات، والتعدي عليه، هذا هو المرفوض، وبالتالي لابدّ من البحث لهؤلاء عن مكان يعرضون فيه بضائعهم ومتابعة عملهم من دون ضررأوضرار.
وفي هذا الخصوص، حبذا لو تبحث المحافظة أو الجهات المسؤولة عن مكان يجمع هؤلاء جميعهم وتنظيمهم من خلال تخصيص سوق موحدة جانب الأوتوستراد، وترك مساحة مخصصة للسيارات، وبهذا تتم معالجة الأزمة المذكورة، بل والقضاء عليها نهائياً، ومن الممكن أن يتم تقاضي مبالغ رمزية من الباعة الراغبين بإشغال مكان لهم ضمن السوق المنشودة، إذ لا يعقل أن يكون مدخل طريق دولي بهذا الضيق، وهو بذات الوقت مدخل للمدينة، لأنه فوق الأزمة المرورية التي تتسبب بها البسطات، تشوه المنظر العام وتسيء إليه.