اتفاق على تشكيل لجان مشتركة.. الشرع وعباس.. صياغة مرحلة تعاون جديدة لمواجهة التحديات

الثورة – ناصر منذر
زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سوريا أمس، ولقائه مع السيد الرئيس أحمد الشرع، جاءت في توقيت دقيق وحساس، تواجه فيه الدولتان اعتداءات إسرائيلية وحشية، تفرض ضرورة تعزيز التنسيق المشترك، لمواجهة تلك الاعتداءات، وصياغة مرحلة جديدة من العلاقات، يعيد فيه الجانبان إعادة تموضعهما على الساحة الإقليمية في ظل التوترات المتصاعدة التي تشهدها المنطقة، بفعل سياسات الاحتلال التوسعية، لاسيما وأن سوريا داعم أساسي للقضية الفلسطينية، وقيادتها الجديدة منفتحة على بناء علاقات أكثر توازنا مع الفصائل الفلسطينية، بما يخدم القضية الفلسطينية بمفهومها الكلي الجامع، وليس الوقوف مع فصائل فلسطينية معينة، من دون غيرها، خاصة وأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
وتأتي أهمية الزيارة أيضا في ظل حراك السلطة الفلسطينية لحشد الدعم الكافي، لمواجهة المخططات الإسرائيلية والأميركية الرامية لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى دول الجوار، ومناطق أخرى، وهذا يستوجب وحدة الصف العربي ككل، لمواجهة هذا التحدي الخطير، وسبق للرئيس الشرع، أن أكد أمام القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة مطلع آذار الماضي، بأن الدعوة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بشكل قسري وصمة عار ضد الإنسانية، وقال:” إن دعوات تهجير الفلسطينيين ليست تهديدًا للشعب الفلسطيني فقط، بل للأمة العربية بأسرها”، داعيًا إلى أن تتحد الدول العربية في مواقفها وتتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني.
وخلال استقبال الرئيس الشرع، لنظيره الفلسطيني محمود عباس، والوفد المرافق له في قصر الشعب بدمشق، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، عقدت جلسة مباحثات، استعرض خلالها الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وآخر التطورات على الساحة الفلسطينية، والاتصالات الجارية مع الأطراف كافة لوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة، واعادة الإعمار دون تهجير، وتولي دولة فلسطين مسؤوليتها المدنية والأمنية، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي. وفق ما ذكرته وكالة وفا الفلسطينية.
وذكرت الوكالة، أن الرئيس عباس، أكد خلال اللقاء، أن “الأولوية هي وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل، مع تولي دولة فلسطين مسؤولياتها المدنية والأمنية في غزة، وأن يكون السلاح فقط بيد الدولة، إضافة إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة الغربية بما فيها القدس، والذهاب إلى عملية سياسية”.
وقال: “إننا نعمل مع المملكة العربية السعودية والإدارة الأميركية والدول العربية والأوروبية المعنية، على صيغة واضحة للذهاب لمسار تنفيذ حل الدولتين المبني على الشرعية الدولية، وعقد المؤتمر الدولي للسلام في حزيران/ يونيو المقبل في نيويورك”.
وأشارت الوكالة، إلى أن الرئيس عباس، هنأ الرئيس الشرع، على نجاحه وإنجازاته نحو سوريا الجديدة التي يتمناها الشعب السوري، متمنياً لسوريا وشعبها المزيد من الاستقرار والازدهار في ظل وحدة الأرض والشعب، قائلا: “تجمع شعبينا علاقات أخوة راسخة منذ الأزل، ولا زلنا نقدر بكل العرفان استضافة الشعب الفلسطيني من اللاجئين في سوريا”.
وبحسب الوكالة، تم الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات بين البلدين، وجرى الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور.
وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وعضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني، والسفير سمير الرفاعي، وياسر عباس، ومستشار عباس القانوني وائل لافي.
وكان الرئيس الشرع، قد التقى نظيره الفلسطيني، على هامش القمة العربية غير العادية حول فلسطين، التي عقدت في القاهرة، في الرابع من آذار الماضي، وتم حينها بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولاسيما تثبيت وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الأساسية لسكان غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من القطاع.
وأعرب عباس حينه، عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين والشعبين، مؤكداً حرصه على تطويرها والارتقاء بها.
وفي الثامن والعشرين من كانون الثاني الماضي، استقبل الرئيس الشرع، وفداً فلسطينياً برئاسة الدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين، وأكد مصطفى خلال تلك الزيارة، دعم فلسطين لسوريا ووحدة أراضيها، كما أثنى على العلاقة الأخوية المتجذرة بسوريا وشعبها.

وقال مصطفى حينها: “ننظر اليوم من دمشق إلى مستقبل سوريا وكلنا أمل في أن تتجاوز تحديات هذه المرحلة، فسوريا بالنسبة إلينا دولة محورية، مسانِدة وداعمة لقضيتنا، كما ندعم بكل قوة وإصرار رفع العقوبات الدولية عن سوريا كمتطلب أساسي للاستقرار والتنمية، وعودة سوريا إلى مكانها ودورها في جامعة الدول العربية”.

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق