الثورة – رنا بدري سلوم:
اعتدنا على ريشته الملّتزمة بقضايا الإنسان والوجود، وسبق له أن حصل على «جائزة القدس العالميّة»، وهو يناهض بأدواته الفنيّة وألوانه الناريّة الظلم والقهر والاستبداد، الفنان التشكيليّ سليم نوفل ابن جبل ريان الأشم، له هويّته الفنيّة الخاصة في المدرسة الواقعيّة للفن التشكيلي، الأكثر حضوراً في لوحاته رغم بساطة مواضيعه، إلا أنها تدخل في الصميم، وهو ما يصرّ عليه في كل مرّة يرسم بها، ليترك الصورة البصريّة في أذهاننا واضحة المعالم عميقة التأثير غنيّة التفاعل.
يرى نوفل أن الفن التشكيليّ لا بدّ أن يكون مرآة النّاس وصوت الحياة، وها هي ريشته اليوم تخلّد التاريخ الذي نفخر به في ذكرى عيد الجلاء التّاسع والسبعين، وأقيم بهذه المناسبة معرض بعنوان “بين الماضي والمستقبل” برعاية اتحاد الفنانين التشكيليين بريف دمشق، ويستمر لغاية يوم غد الاثنين في صالة النادي التفاعلي في صحنايا.
وعلى هامش المعرض بيّن نوفل في تصريحه لصحيفة الثورة أن بساطة الفكرة ورسمها بالإكريليك والألوان الزيتيّة تشكّل أسلوباً فنيّاً ورؤية إبداعيّة لا يستهان بها، وهو عادة يحاول أن يسابق الزمن ويجاري أحداثه بريشة ولون أقرب إلى الواقع منها إلى الخيال واللامعقول.. وقد شارك في المعرض بما يقارب الخمسين لوحة بين صغيرة وكبيرة.
ختاماً.. بالتأكيد أن الفن رسالة الفكر والروح في آن، فلا إبداع من دون أن يضيف قيمة إنسانيّة تضفي على مشاعرنا الإحساس بالأشياء التي حولنا، وتعزّز مبادئنا كالانتماء للأرض والاعتزاز بالهوية والعروبة والإرث الحضاريّ من انتصارات لا تزال متصدّرة لوحات البانوراما والفن التشكيلي كيفما اتجهنا، ليس في سوريا وحسب بل في الدول المتقدّمة، وبذلك يقوم الفن بدوره في تأريخ الحضارة ونشر الحبّ والجمال.