على أرض سوريا رقد الأنبياء والقديسون (الحلقة١)د. محمد حبش: لوقف حملات التخوين والتكفير والتشهير

الثورة – حوار هلال عون:

كان الحديث معه متشعباً وممتعاً، كيف لا، وهو الذي ألّف 76 كتاباً، 60 منها بالعربية، و16 بلغات أجنبية.

تعود معرفتي به إلى حوالي عشرين عاماً خلت.. ورغم أنها اقتصرت على التواصل عبر الهاتف، إلا أنها كانت دافئة وتفيض بالمحبة والاحترام، خاصة بعد اغترابه عن أرض سوريا قسراً، وصدور حكم بالإعدام عليه لمساندته الثورة السورية.

من الصفات التي أحبُّها في هذا الشيخ الباحث المفكّر هي مرونته والنفحة الإنسانية الطافحة في شخصيته.

إنه الباحث الإسلامي – الإنساني الشيخ الدكتور محمد حبش، الذي مازال خارج أرض الوطن، لكنه يعمل لأجل سوريا، ربما أكثر مما لو كان داخلها.. فقد زار أميركا مؤخراً، والتقى بأعضاء من الكونغرس، وبشخصيات بارزة من الجالية السورية هناك، وكان الحديث حول رفع العقوبات عن سوريا.

وزار اليابان أيضاً في جولته، وحدثنا عن علوم أهلها وأخلاقهم.. وسنتطرق إلى كل ذلك، وسنتحدث أيضاً عن النسيج الفسيفسائي السوري، وما حدث في سوريا من جرائم، وأسبابها مع اقتراحات مهمة لنشر المحبة والروح الوطنية الحقّة في حلقات ثلاث ممتعة ومفيدة تنشرها “الثورة”.

– مرحباً وأهلاً بكم دكتور محمد.. ما رأيك أن نبدأ حديثنا عن الإنتاج المعرفي لك، ما هو رصيد د. حبش في حقل البحث العلمي بعد مشواره الطويل؟

= شكرا لك، إنني سعيد أن تتاح لي هذه النافذة الكريمة عبر صحيفة الثورة التي تنهض اليوم بدور حيوي في التعريف بالطاقات السورية التي غيبها الظلم والاستبداد عن ساحة العطاء، وآمل أن أشارك بكل جهد ثقافي ومعرفي في هذا الوطن السوري الجميل.كما أشكر لكم اهتمامكم، وسعيد بأن يهتم إعلامنا الوطني بما ينجزه السوريون في الخارج، فنحن في النهاية نحمل عَلَم هذا الوطن وهمومه وآلامه في كل مكان نحط فيه. أما بالنسبة لإنتاجي المعرفي، فاسمح لي أن أتحدث قليلاً عن العمل المؤسسي أولاً، كنتُ قد أسست في دمشق مركز الدراسات الإسلامية الذي تولى تقديم تفسيرات واقعية للدين، واجتهد في مقاومة التطرف والغلو، وحظي بشهرة كبيرة في المجتمعات الأوربية الباحثة عن الإسلام، كما عمل المركز في سياق واحد مع جمعية أرباب الشعائر الدينية في دمشق التي سميت باسم جمعية علماء الشـريعة التي تشـرفت برئاستها في جامع تنكز سبع سنوات، وكانت موعداً للقاءات الإخاء والمحبة بين المذاهب والطوائف، وكذلك مع الإخوة المسيحيين، وحين بدأت الثورة وظهر قمع النظام انحازت المؤسستان لجانب الشعب، ولم يمهلهما النظام البائد، فبطش بهما معاً وأغلق المؤسستين بالشمع الأحمر، ثم أصدر أحكاماً جائرة بحق المؤسستين، أما أنا فقد أصدر حكمه علي بالإعدام بدعوى تأييد الثورة.. وهكذا توقف العمل المؤسسي.

– نعود إلى الإنتاج المعرفي.. ماذا عنه؟

= شاء الله بعد مغادرتي أرض سوريا الحبيبة أنني تحولتُ إلى العمل الأكاديمي في الغربة، وتوفرت لي الفرصة للبحث العلمي، وبالفعل فقد نجحت في إصدار سلسلة من الأعمال العلمية التي طبعت مرات كثيرة، وبلغ مجموع كتبي المطبوعة حتى الآن 77 كتاباً منها 60 كتاباً بالعربية والأخرى بالإنجليزية والرومانية والتركية والفارسية. ولعل من أهم الأعمال التي وفقني الله لها كتابي إخاء الأديان، وهو كتاب في غاية من الأهمية قدمت فيه الأدلة الشـرعية من الكتاب والسنة والمصادر الشرعية الأخرى على إمكانية بناء إخاء حقيقي بين الأديان ووقف حملات التخوين والتكفير والتشهير التي طبعت العلاقات بين أتباع الأديان.

أما كتابي سيرة رسول الله، المعروف باسم “صفوة السير”، فقد طبع بحمد الله اثنين وأربعين طبعة في سوريا، كما ترجم إلى الإنجليزية والتركية وطبع طبعات كثيرة.

وقد تشـرفت مع المرحوم صبحي طه بالإشراف العلمي على مصحف التجويد، الذي يمثل خطوة إبداعية لخدمة القرآن الكريم، وقد طبع منه أكثر من أربعين مليون نسخة في العالم بأكثر من عشـر لغات، وصار تراثاً معرفياً قدمته دمشق على مر الأجيال. أما كتابي “المرأة بين الشـريعة والحياة” فإنني سعيد بأنه طبع سبع طبعات، وهو اليوم في الطبعة الجديدة في دمشق، وهو يعالج قضايا حيوية ومهمة من مشاركة المرأة في الحياة والقيادة السياسية والاجتماعية على أساس من أصول الفقه الإسلامي.

– وماذا أيضاً؟

= في إصلاح قوانين العقاب أصدرت كتابي “عدالة لا انتقام” الذي يتحدث بوضوح عن إمكانية التحول من العقاب الجسدي إلى العقاب الإصلاحي عبر أدوات أصول الفقه الإسلامي الراسخة.

وفي كتابي “النبي الديمقراطي” قدمت قراءة واعية معززة بالأدلة عن إمكانية تعزيز الشورى في التشـريع واستعمال الأدوات الديمقراطية في الإدارة والتشـريع، وذلك عبر أصول الفقه الإسلامي وأدواته.

– وماذا عن كتابك: “أحرار لا زنادقة”؟

= نعم، لقد تناولت في هذا الكتاب الدفاعَ عن أئمة التنوير والإصلاح في التاريخ الإسلامي الذين اتهموا بالهرطقة والغنوصية، وقدمت الأدلة على دورهم الإصلاحي، وقد قامت جامعة حلب الأسبوع الماضي بمناقشة رسالة ماجستير حول كتبي في مسألة الغنوصية، وقد قرأت في تقارير المحكمين ما هو إيجابي وما هو سلبي، والكتاب يعزز الحاجة الأكيدة لإنصاف هؤلاء الرجال الذين ظلمهم التاريخ بسياط التشدد.

– حدِّثنا عن كتابك الذي يحمل عنوان: “نظام الحكم في الإسلام”.

= أشكرك على هذا السؤال المهم، لعل من أهم الكتب التي وفقني الله إليها هو كتابي المقرر على طلبتنا في جامعة أبو ظبي، وهو يقدم قراءة بصيرة وواعية بتقديم نظام حكم حضاري ومتطور قائم على قيم الشريعة العليا، وأرجو أن يكون أحد الأعمال الإرشادية للدولة السورية الجديدة في توجهها الإسلامي المعتدل.

وفي كتابي “رسالة الجهاد من حروب الغزو إلى الجيش الوطني”، قدمت قراءة متقدمة لإصلاح ثقافة الجهاد وصولاً إلى الجيش الوطني، وهو ما تحتاجه سوريا في تحولاتها الكبرى في هذه الأيام الدقيقة، وقد قامت جامعة تونس مشكورة بمناقشة رسالة دكتوراه حول هذا الكتاب للباحثة شيماء المناعي، كما ترجمت تسعة من هذه الكتب إلى اللغة الإنكليزية، وطبعت في دور نشر حيوية في ألمانيا والسويد.

– بماذا تشعر بعد كل هذا الإنتاج؟

= أشعر اليوم أن ما قدمناه للمعرفة عبر سنوات الاغتراب يشكل قاعدة جيدة لخدمة التنوير في بلاد الشام، وكذلك لمواجهة الغلو والتطرف الذي قد يظهر في ظروف الثورة.. وقد أشار السيد الرئيس أحمد الشـرع إلى الاختلاف الكبير بين ثقافة الثورة وثقافة الدولة.

آخر الأخبار
إطلاق القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة ما هي أبرز قراراته المثيرة للجدل؟ شعبية ترامب تتراجع بعد مئة يوم على توليه منصبه  الأمم المتحدة تدعو لرفع العقوبات والاستثمار في سوريا الأوروبي" يواجه تحديات خارجية وداخلية.. فهل يتجاوزها ويصل إلى الحالة "التكاملية"؟ إعلام غربي يدعو للاستفادة من المتغيرات الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة The Media line: لقاء الرئيسين الشرع وعباس لحظة نادرة من التفاعل السوري الفلسطيني  The NewArab:  محادثات الشيباني وميلز ركزت على فرص تحسين العلاقات بين دمشق وإدارة ترامب مصر والسعودية تؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا  حملة "شفاء".. عمليات جراحية نوعية في اللاذقية المصالح العقارية تضاهي "المركزي" بأهميتها..  خبير عقاري لـ"الثورة": الملكيات مُصانة ولا يمكن تهر... غلوبال تايمز: واشنطن بالغت في إبعاد الصين عن التجارة العالمية مظاهرات احتجاجية في تركيا وباكستان واندونيسيا..  عشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال في غزة الأمم المتحدة تدعو "الحوثيين" للإفراج الفوري عن جميع موظفيها المحتجزين تعسفياً  خارطة الخيارات الاستثمارية الحالية رهينة الملاذات الآمنة 70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل