الثورة:
الزخرفة مجموعة من النقاط والخطوط والأشكال الهندسية والرسوم لنباتات وحيوانات، متضمِّنة فيما بينها كلمات متداخلة ومتناسقة، تُعطي شكلاً جميلاً بحيث تُستعمل لتزيين مفردات كثيرة.
الحرفي محمد الحاج قاب، يرى أنَّها نشأت عندما حوَّر الإنسان الطبيعة، وشرع يرسمها بطريقة مختلفة حتى تتحوَّل الرسوم إلى زخارف، وبيَّن أنَّها تنتمي إلى المدرسة التجريدية باعتبارها تجريداً للطبيعة ويمكن إسقاطها على الأشياء الحسيَّة الملموسة والمتواجدة بين أيدينا.
الحرفي محمد ينحدر من أصول تركيَّة لأبيه وأم دمشقية، أحبَّ حي القيمرية فاقتنى مرسماً ضمن إحدى حاراته ليستوحي منه جمال الشام، وامتلكت الزخرفة أحاسيسه فأبدع فيها، وتعلَّم حرفته مذ كان في بداية العقد الثاني من عمره عندما أرسلته العائلة لتعلم مهنة إلى جانب تحصيله الدراسي كعادة الدمشقيين لتكتشف وقتها حبَّه لفنٍّ عشقه قبل أن يدخل المدرسة، إذ كان يُقلد الخطوط ويرسم بالكلمات منذ نعومة أظفاره، وبذلك تعلم مهنة تشبهه لكن لا علاقة لها بالخط العربي وبعيدة عنه. ولفت إلى أنَّ حي القيمرية عبارة عن منطقة حرفية صغيرة داخل سور المدينة، ويعتبر ملجأ لكلِّ من يريد أن يقتني قطعة للحرف الدمشقية المهمة.. موضحاً أنَّ ما أبدعته يداه يشهد على إتقانه للمهنة البادية في إحدى قاعات مكتب عنبر ودور العبادة والعديد من البيوت والقصور واللوحات في الأحياء الدمشقية، والوطن العربي، كذلك انتشرت أعماله في “أميركا، هولندا، فرنسا، ألمانيا”.
ونوه بأنَّ هناك عزوفاً لدى الجيل الصاعد في الأيام الراهنة عن التوجه إلى تعلم مهنته، لأن المجتمع يميل باتجاه التكنولوجيا، وأصبح مستهلكاً يرغب بتقاضي قيم المنتجات بسرعة ولا يمكن أن يتوازى مع فن تحتاج لوحته مدة أربعة أو خمسة أشهر لإنجازها.