لا تكاد تخلو بقعة على الأرض من هوس جماعي بكرة القدم، التي لم تعد مجرد لعبة، بل ظاهرة ثقافية واجتماعية تختزل تناقضات العصر.
فعالمياً، المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، التي لا تجد وقتاً حتى “لحك رأسها”، تختلس دقائق لمتابعة مباراة مصيرية.. ومحلياً، في مقهى دمشقي، يساوم جدٌّ حفيدته بكلّ لطف، هاتفه الذكي مقابل تشجيعها لـ”الريال”.
اليوم، أصبحت الكرة باهتمامات مختلفة، فالمثقف يراها انتصارات مؤجلة، والسياسي يتخذها هدنة من الواقع، أما الإنسان العادي فيلوذ بها من ضجيج الحياة.
وإن قال فيلسوف في الكرة: “إنها أهم الأشياء غير المهمة”، وهذا يفسر فراغ الشوارع وقت المباريات وامتلاءها بالفرح عند الفوز.
كرة القدم تختصرالجوع والعطش إلى شغف وجودي، وتوحد المختلفين في لحظة واحدة.
إنها تذكرنا أننا نلتقي دائماً عند نقطة واحدة، فهل نعي أننا نلعب خارج الملعب مباراة أكبر، البحث عن معنى يجعل الحياة أخف وطأة.