نتفرد بمقدار اختلافنا.. قالها يوماً المهاتما غاندي، “قدرتنا على تحقيق الوحدة في التنوع ستكون جمال حضارتنا واختبارها”.
لا يمر يوم إلا ونعيش مزيجاً من تنوع الأفكار والآراء والأهواء، ولكن كلما توغلنا في تفاصيلنا نبدو أقرب إلى التناقض، وهو أمر يرجح اللا تكرار، ويفضي بنا إلى فضاءات التجدد- إن ابتعدنا عن نزاعات التسلط.
اعتيادنا الاختلاف كأننا نصادق على مقولة الكاتبة عائشة بوشارب في روايتها “لا أحد”، “أؤمن أن السماء التي نراها اليوم ليست نفسها التي سنراها بالغد، ومع ذلك، أحياناً لا أحد يرفع رأسه ليشاهد اختلافها”، ولكن ألا يفقد التفرد قيمته حين لا نلاحظه..؟ كل هذا التناسخ، والطاعة التي مارسناها يوماً وأفضت بنا إلى كوارث ما زلنا نتنصل منها بشكل هزلي! ألا يجعلنا ما عشناه في الماضي القريب، نصر على الاختلاف كلقية ثمينة، في أرض باتت مهيأة لاستقبالنا جميعاً، من دون تزاحم أو تنافر يخلخل ما نعيشه من معجزة وهبت لنا تفاصيل حياة مغايرة لن تفقد يوماً متعتها.
لو تمكنا من دسها في إبداع يعتبر أن خطرنا الوحيد عدم الجرأة على أن نكون مختلفين، مرددين قول الشاعر:
مهما العقول تباينت فيما ترى تبق القلوب بودها دوماً تفي
هب أن رأيك غير رأيي يا أخي ما شأن ودٍّ بيننا أن يختفي.