ثورة اون لاين-أحمد عرابي بعاج:
بعد استضافة موسكو على مدى أربعة أيام اللقاء التشاوري بين وفد الجمهورية العربية السورية وشخصيات من المعارضة بهدف التأسيس لإطلاق حوار بين السوريين يخرج البلاد من الأزمة التي تعيشها بفعل الإرهاب والتدخل الخارجي.
والاتفاق بعد سلسلة من الجلسات على عقد لقاء تشاوري آخر يحدد موعده لاحقاً يمهد لإطلاق حوار سوري سوري شامل يرسم ملامح الحل الذي يتمناه السوريون ويضع آلياته على أمل أن يعقد في دمشق.
يمكن وصف اللقاءات بالجيدة لأنها كسرت الجمود السياسي بفضل الرعاية الروسية الهادئة حيث اختتمت الجلسات بالاتفاق بين الوفد الرسمي وخمسة أحزاب معارضة وشخصيات أخرى على مجموعة مبادئ قدمتها روسيا تحت تسمية «مبادئ موسكو» ركزت على الحفاظ على سيادة سورية ووحدتها ومكافحة الإرهاب وتسوية الأزمة بالوسائل السلمية ورفض أي تدخل خارجي.
ولم يكن متوقعاً من اللقاء التشاوري أكثر مما تم تحقيقه على صعيد ترتيب هذا اللقاء، على الرغم من تفاؤل المواطن السوري ورغبته الكبيرة في الاتفاق بين الحكومة والمعارضة على توحيد الجهود لإيجاد حل سياسي يخرج البلاد من الأزمة التي وضعه الإرهاب فيها مدعوماً من الغرب ودول إقليمية ترعى الإرهاب وتدعمه.
مبادئ موسكو هي الحد الأدنى التي تشكل القاسم المشترك للحكومة والمعارضات، إذا كان هناك نية لدى تلك المعارضات بالمشاركة في إنجاح العملية السياسية في سورية.
وقبول أو رفض تلك المبادئ يطرح التساؤلات حول خلفية المعارضات وقربها أو بعدها مما يريده أغلبية السوريين.
بيان الخارجية الروسية أكد على خط روسيا الثابت للإسهام في التسوية السياسية في سورية استناداً إلى مبادئ بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012 وكذلك تمسكها ودعمها للجهود ضمن أطر عملية جنيف.
ولابد هنا من الأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي حصلت منذ ذلك التاريخ وبروز تنظيم داعش الإرهابي التكفيري وتوسع قاعدة الإرهاب والدعم اللا محدود الذي تقدمه دول محددة لهذا التنظيم ولسواه من التنظيمات الإرهابية الأخرى، مما يجعل مكافحة الإرهاب تسبق ما عداها في سلم الأولويات.
وتأتي الجهود الروسية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية واستمرار دعمها لهذا المسار والقيام بجهد كبير لجمع المعارضة على طاولة واحدة مع الحكومة، في وقت تواصل فيه واشنطن محاولة عرقلة أي جهد يؤدي إلى إنهاء الأزمة في سورية والاتجاه نحو المسار السياسي الذي يرغب به أغلب السوريين.