أيمن المراد
في عالم تتسارع فيه التغيّرات، وتشتد فيه التحديات، يصبح الإنسان الواعي مسؤولاً عن اختيار دوره.. هل يكون لبنة في صرحٍ متماسك فعال، أم معولاً يهدم ما بناه الآخرون؟.. فالدول لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها، ولا تنهض إلا بفكرهم البنّاء، وسلوكهم الإيجابي.
أن تكون معولاً للبناء يعني أن تزرع الخير، وتبث الأمل، وتسهم في إصلاح ما يمكن إصلاحه، حتى وإن كان بسيطاً.. أن تُشجع لا أن تُثبط، أن تمد يد العون لا أن تنسحب في الأزمات، أن تنصح بلطف لا أن تفضح بعنف.. أن تؤمن أن التغيير يبدأ من ذاتك، وأن كلمة طيبة قد تُحيي نفساً، وفعلاً صغيراً قد يُحدث فرقاً.
وعلى النقيض، فإن معول الهدم لا يرى في الأشياء إلا عيوبها، ولا يفرح بإنجاز، ولا يسعى لحلّ مشكلة، بل يكتفي بالنقد الهدّام، ويغذي روح اليأس في من حوله، كم من فكرة خلاقة ومفيدة أُجهضت بسبب صوتٍ سلبي، وكم من حلمٍ تلاشى!
الفرق بين البناء والهدم، ليس في الأدوات فحسب، بل في النيّة والموقف، فالمعول ذاته قد يُستخدم لبناء بيت يؤوي، أو لهدم بيت يشتّت، لذا، فلنختر أن نكون ممن يبنون لا ممن يهدمون، ممن يُضيئون لا يُطفئون، ممن يُحيون لا يُميتون.
كلّ كلمة.. موقف.. تصرّف، إمّا أن يضيف لبنة في بناء الإنسان والمجتمع، وإما أن يسحب واحدة منه، فلنسأل أنفسنا كل يوم، هل كنا اليوم معول بناء، أم معول هدم؟