ليس كل أمر مفاجئ هو لحظة غفلة، بتنا في غفلة من أمرنا عن الحب والوعي واستيعاب بعضنا، بتنا في غفلة من أمرنا عن توخي الحقيقة ومعرفة مصادر الأخبار التي تأتينا على أجنحة التكنولوجيا والشائعات.
قبل أيام نشر أحد المغرضين مقطعاً صوتياً مسيئاً للمقدسات، نسب لشخص من جهة معينة، ورفضه كل من سمع به من أهله وذويه والجهات المسؤولة عنه في منطقته التي ينحدر منها، وقامت الدنيا ولم تقعد، وكانت النتيجة حرباً ودماء واشتباكات، ودفع أهالي منطقة كاملة بريف دمشق الثمن، إلى أن تدخلت قوات الأمن وحسمت الأمر، وأعادت الحياة في تلك المنطقة إلى طبيعتها.
والسؤال أين الحكمة وأين العقلاء؟! وسوريا تصدر من هؤلاء لدول العالم من رجال العلم والدين والثقافة، وتعلم الغير معاني التسامح وقبول الآخر، والتفاعل معه ليس على مضض بل بكامل قناعة أبنائها.
يقول المثل: “مجنون رمى حجراً ببئر، مئة عاقل لم يستطيعوا انتشاله”، و”النار عندما تهب لن تبقي ولا تذر”، والمجتمع السوري يتداخل أبناؤه في السكن والعمل ووسائل النقل، ويعانون معاً لالتقاط أنفاسهم، ورغيف الخبز.
لكن مع كل أسف، هناك بعض المغرضين والمستفيدين من حالة الفوضى التي قد تنتشر كما الشائعة، كالنار في الهشيم وتزهق بسببها أرواح، وتسفك دماء وكله بسبب غفلة من أمرنا عن توخي الحقيقة.
لا أحد يقبل المساس بالمقدسات الدينية مهما كان انتماؤه، ولن يتساهل أحد بمحاسبته أو تطبيق القانون بحقه كائناً من كان، ولا غطاء له، والسؤال من يعلم أنه قد يكون مأجوراً، أو عميلاً لجهة معادية لإثارة الفتن بهدف التدخل في شؤوننا، ونحن الأقدر على إدارتها.
سوريا لجميع السوريين بجميع مكوناتهم، ولا يمكن إلغاء أحد فيها.. وأبناؤها نسيج واحد، وحريصون على مشاعر وأحاسيس ومصالح بعضهم.