الثورة – المهندس بسام مهدي:
برعاية وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل انطلقت فعاليات المؤتمر الأول للذكاء الاصطناعي في سوريا، SYRIA -AI ، في فندق البوابات السبع بدمشق، وذلك بتنظيم الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وبمشاركة ودعم مجموعة من المنظمات الرائدة، والجهات الداعمة في قطاع التكنولوجيا والتحول الرقمي، ويستمر على مدى يومين، ويهدف هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مستقبل الاقتصاد السوري وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في مختلف القطاعات.
جمع هذا الحدث التقني البارز نخبة واسعة من صُنّاع القرار وخبراء التكنولوجيا ورواد الأعمال والمبتكرين المحليين من القطاع الخاص والقطاع الحكومي الممثل بوزارة الاتصالات السورية، والعديد من الدول العربية والدول الأجنبية، وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، منها الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات، وجامعة الدول العربية الممثلة بمدير إدارة تنمية الاتصالات، والممثل المقيم لمكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة “أكساد”، والمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك لمناقشة الدور الحيوي الذي يمكن أن يؤديه الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاقتصاد السوري، وتحفيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال، كما يسعى المؤتمر إلى ربط مجتمع التكنولوجيا السوري بالخبرات العالمية، ودعم الكوادر الشابة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وأمن البيانات، وريادة الأعمال الرقمية.
واستهدف المؤتمر طيفاً واسعاً من الحضور من بينهم، الباحثون، والمتخصصون، والمطورون، وخبراء الذكاء الاصطناعي، والشركات الناشئة، والمبتكرون، وقادة الفكر، وصُنّاع السياسات، والأكاديميون، والمتخصصون في التنمية المستدامة الرقمية، إضافة إلى طلاب الجامعات والمهتمين بالذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال.
شبكة إقليمية
وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل لفت إلى أن سوريا تدخل مرحلة جديدة في الشراكة والانفتاح على كل الشركاء في الداخل والخارج، وأكد إلى أهمية تمثيل سوريا أن تكون جسراً للقاء لكل صديق، وحليفاً يريد البناء.
وأعلن عن قُرب إطلاق مشروع إنشاء الشبكة الإقليمية للإنترنت بصيغة PPT، الذي سيربط شمال العالم بجنوبه وغربه بشرقه، كما سيمنح المنطقة كلها رديفاً استراتيجياً عن المسارات التخفيضية، وستكون سوريا في قلب هذا المسار الجديد، ليكون النافذة الاستراتيجية لتخفيف الاختناقات التقنية.
وبين الوزير هيكل أن تنفيذ المشروع ستقوم به سواعد بشرية وطنية وخبرات سورية، وشركاء دوليون يتم اختيارهم بعناية، بما يخدم مصلحتنا الوطنية ويعزز الثقة والشراكة بيننا وبين العالم أجمع، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الإنسان يعدّ أكبر فرصة استثمارية بالمنطقة، لا كمستهلك بل كشريك ومنتِج، وأن الوجهة الأكبر للوزارة اليوم تحقيق انتقال رقمي وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، عبر تقديم خدمات حكومية وتطبيقات ذكية.
وأوضح الوزير هيكل أن انطلاقة المؤتمر جاءت لتؤكد حقيقة أن الإنترنت لم يعد ترفاً أو خياراً، بل أساساً للتنمية ومحركاً للاقتصاد، وهو ما يحمّل الجميع مسؤولية العمل، مستعرضاً التحديات التي لا بدّ أن تزول بالاعتماد على العقل السوري المبدع، الذي استطاع تأسيس تجربة شمال غرب سورية، وحافظ على مؤسسات وشركات الدولة طوال الخمس عشرة سنة الماضية، والذي هاجر وأسس وطور وقام بالبناء بمفرده في المغترب.
التحول الرقمي
ومن جهته رأى رئيس مجلس الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت الدكتور محمد فراس بكور أن سوريا دخلت مرحلة التحول الرقمي، وأن الاتصال نقطة تتقاطع فيها الفرص مع التحديات، ويلتقي فيها الطموح بالتكنولوجيا، معلناً جهوزية الاتحاد للتعاون مع الوزارة في تطوير الأدوات لمعالجة العقبات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبدوره، أشار نائب الممثل المقيم لمكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المقيم في سوريا الدكتور محمد سعيد مضوي إلى تراجع مستويات التنمية البشرية بمختلف أنحاء العالم ضمن مؤشرات العام الفائت، وأهمية اتخاذ إجراءات حاسمة لإخراج العالم من حالة الركود المطولة إلى التطور، لافتاً إلى ضرورة بناء اقتصاد يتعامل فيه الناس مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التنافس معه، ودمج الدور الفاعل للإنسان بدورة حياة الذكاء الاصطناعي، بدءاً من التصميم إلى التنفيذ، وتحديث أنظمة التعليم والصحة لتلبية متطلبات الظرف الحالي.
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية الدكتور باسل الخشي، في مداخلته، أن المؤتمر ليس حدثاً عابراً بل هو دليل على أن التكنولوجيا ليست رفاهية، مشيراً إلى التجارب التي حملت الكثير من التميز والتحدي، في وقت كان الإنجاز دليلاً على تجارب واقعية ناجحة.
وكشف الخشي عن توقيع مذكرة تفاهم بهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، لتحديد مسارات التعاون المستقبلية، بما فيها بناء كوادرعربية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات في مجالات الأمن السيبراني والبنى التحتية الذكية، ودعم مشاريع ريادة الأعمال والبحث العلمي، والعمل على استكمال إجراءات افتتاح المكتب الإقليمي للاتحاد ضمن مقرالجمعية.
جلسات حوارية تفاعلية
وتضمن جدول أعمال اليوم الأول جلسات حوارية، وكانت الجلسة الحوارية الأولى حول الرؤى والاستراتيجيات العربية لاستثمار الذكاء الاصطناعي في تطويرالاقتصاد في المنطقة العربية، وأما الجلسة الحوارية الثانية فكانت حول دورالذكاء الاصطناعي في تعافي ونمو الاقتصاد السوري، وكانت الجلسة الثالثة الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال ،وأما الجلسة الرابعة والأخيرة فكانت الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية.
وأكد القائمون على المؤتمر أهمية دعم الكفاءات الشابة وتوفيربيئة حاضنة للمبادرات التقنية، في ظلّ التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
دمشق تشهد أول تجربة لتقنية الجيل الخامس ضمن المؤتمرالأول للذكاء الاصطناعي
شهد المؤتمر انطلاقة تقنية بارزة، مع تجربة أول برج يعمل بتقنية الجيل الخامس (G5)، وذلك بحضور وزيرالاتصالات والتقانة عبد السلام هيكل، الذي اختبر سرعة الاتصال بالإنترنت باستخدام البرج الجديد.
وتأتي تجربة الجيل الخامس ضمن توجه أوسع لوزارة الاتصالات لتحقيق نقلة نوعية في البنية التحتية الرقمية، إذ سجلت الوزارة، وفق متابعين، مؤشرات تطورملموسة خلال الربع الأول من العام الجاري.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الخطوات تشير إلى مساعٍ حثيثة لوضع سوريا على خريطة التحول الرقمي، وسط آمال بأن تسهم التقنيات الحديثة كالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي في تحسين مستوى الخدمات وتفعيل أدوات التنمية.
يأتي انعقاد المؤتمرفي وقت تشهد فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوراً متسارعاً على مستوى العالم، وسط توجه متزايد نحو توظيف هذه التقنيات في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والخدمات الحكومية.
وتُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في سورية لعقد مؤتمرمتخصص بهذا الحجم، ما يعكس رغبة الجهات الحكومية في إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن خطط إعادة الإعماروالتنمية الرقمية.