بصمتٍ.. وهدوء بالغ تنمو الأشياء الحقيقية.كل ما فعلته أنها راقبت نفسها كأنها (آخر).. تأمّلت تقلبات أفكارها.. قناعاتها.. وأحوال قلبها المشاغب..لماذا يحلولها إطلاق صفة “المشاغب” لكلّ ما تحبّ وتهوى..؟ولماذا كان نصيب قلبها من التوصيف لديها يقع على هذه الكلمة تحديداً..؟.
المشاغبة التي قصدتها هي أن تمتلك عِناداً كافياً لمواجهة وجه الحياة البشع..وقلبها، ببساطة، يهوى العيش مهما تضاءلت السبل من حوله..باختصار، يختار (الحبّ) سبيلاً لعيش تجدّد لا يهدأ..
من أكثر السبل نجاحاً لطمس بشاعات الواقع، تتبدّى عبر ممارسة جماليات الحبّ.
فكّرتْ بكلّ ذلك بعدما سمعت موجة أخبارمتلاحقة عن فوضى (ثقافية، أخلاقية واجتماعية) أعادت لذاكرتها حديث أحد الأساتذة بِعلم الطاقة والتنمية البشرية حين ذكرأن أكثر المشكلات تنمو لسبب أن الجميع يريد أن يأخذ ولا أحد يريد أن يعطي..
كأن منسوب العطاء يقلّ ويجفّ لدى من لا يستطيع الحبّ، لدى من لا يعرف كيف يحبّ..؟.
نحن نعاني من نقصٍ حادّ في كمية الحبّ داخلنا.. في عقولنا وقلوبنا وأرواحنا..ويبدو أنها وصلت لحالة (العوز).
كيف تستقيم الحياة بهيئتها الصحية دون اعتماد جرعات كافية من الحبّ..؟فالحبّ الحقيقي يُظهر أجمل نسخة من أنفسنا.. وهو حسب “فروم” (تحرّك ونمو وعمل مشترك) أي بناء..
والبناء يحتاج طاقة حبّ خلاقة دؤوبة.. تعوزنا أنّى أردنا البناء ومهما كان ما نريد بناءه.الحبّ.. محرّك يجدّدنا من دون أن يغيّر جذورنا.. فضاء نتحرك فيه يمنحنا مساحات تنفسٍ مغايرة..ويحتاج نفوساً عظيمة، بحسب التبريزي، ووحدهم العظماء من يمنحونه، بسخاء لا حدّ له.