يقولون :إن الحرب لا تستعر نيرانها في أجواف المدافع، بل في قلوب الناس وأفكارهم أيضاً.. وهذا ما نشهده على مساحة الواقع بالمجهر العريض، تلفظ النفوس ما تخبئه من النوايا خيراً وشراً من دون وجل وعلى رؤوس الأشهاد.
وهكذا أصبح حال الوطن تتجاذبه ألسنة الناس من ما هبّ ودبّ في الداخل والخارج، وكأنه ابن خرج عن الطاعة!.
وعلى هذا المنوال يبدو أن حرب الأفكار والشعارات المتداخلة، والتجييش المستعروبرمجة العواطف والأمنيات كقاموس اخترع لغته وحروفه لنفاذ وقود الموت، بعدما أصبح إعصارالميديا عبروسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، الخلطة المقيتة الأكثر حضوراً في خوض حلبات الصراع لتشويه قضايا المجتمع المصيرية.
-فكيف لنا أن ننأى ببلدنا ونتقي الله فيه؟.
إنه من المعيب جداً أن نبقى نتصيد أخطاء بعضنا البعض، ونلقي بالتهم على هذا المكون وذاك الفريق، ونحن الذين يجمعنا التاريخ والجغرافية ووحدة المصير.
ألن يبصر البعض أن التعصب والطائفية هو مرض العصر، والحقد والضغينة هو المرض العضال الذي لا براء منه، وأن الجهل والتخلف هو الدرك الأسفل لدفن حياة المجتمع في مستنقع التشرذم الآثم، ما يسهل لأعداء شعبنا وبلدنا العبث به والسيطرة على مقدراته.
ألم يدرك هؤلاء أن العين لا يضمها إلا جفنها كما يقال، وأن ظهرالمرء لا يحكه إلا ظفره، وأن الحبّ والتسامح والإخاء هو السلاح الأمضى الذي يعمر في نفوس البشر ويطفئ حرائق البغض والتفرقة.
وعلى رأي المثل: “عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار، ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة”..
فهل نغسل قلوبنا في حبّ سوريا!