ربط مجتمع التكنولوجيا الرقمية بالخبرات المحلية المؤتمر الأول للذكاء الاصطناعي.. مستقبل أكثر كفاءة وابتكاراً

الثورة – المهندس بسام مهدي:
اختتم المؤتمر الأول للذكاء الاصطناعي في سوريا أعماله بحضور وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل، ومجموعة خبراء التكنولوجيا الرقمية ورواد الأعمال والمبتكرين المحليين، وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية وعربية، وعدد من السفراء العرب.

وعمل المؤتمر على ربط مجتمع التكنولوجيا الرقمية السورية بالخبرات المحلية، وبعض المتخصصين بالذكاء الاصطناعي من المغتربين االسوريين، ومن الخبراء العرب من لبنان والأردن وتونس ومصر والإمارات العربية المتحدة، ومن جامعة الدول العربية، وناقشوا الدور الحيوي الذي يمكن أن يؤديه الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاقتصاد السوري، وتحفيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال، وكانت فعاليات المؤتمر في فندق البوابات السبع الموجود.

جلسات حوارية تفاعلية

وتناولت الجلسة الخامسة من المؤتمر في يومه الثاني، الحديث عن التحديات والفرص في مجال الذكاء الاصطناعي، وترأس الجلسة الرئيس التنفيذي لشركة بي أوردر هادي نحاس.

وقدم المؤسس المشارك والمدير التقني لشركة maly في الإمارات العربية المتحدة توفيق هارون، ضمن هذه الجلسة نماذج عن قصص نجاح في الذكاء الاصطناعي.

وتحدث المدير التنفيذي لمجموعة التطوير لإدارة المشاريع أسعد كزكز، عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد، وأما نورا المرعبي من تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا التربية، فتحدثت عن التعاون الدولي والإقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي نهاية الجلسة تحدث استشاري تطوير الأعمال والذكاء الاصطناعي الدكتور نارت سطاس عن موضوع الشمول الرقمي والذكاء الاصطناعي نحو مستقبل متكافئ في سوريا.

وحملت الجلسة السادسة عنوان “الابتكار دليل صناع القرار في العالم الرقمي”، وترأسها اختصاصي الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي محمد العواد.

واستعرض المؤسس المشارك والمدير العام لشركة Technivision FZE أمجد قاسم في هذه الجلسة الفرص والتحديات في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأما المهندسة حنان نتوف تحدثت عن تحسين استخدام الموارد لمستقبل مستدام.

والمهندسة اعتزاز أبو العظام من حلب، والخبيرة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي- مركز نبض الحياة الطبي، مؤسس Cyber Digital Technology، فتحدثت عن توظيف الذكاء الاصطناعي في الاستشارات والبحث العلمي المدعوم بالأدلة.

وتحدث المهندس عبد الرحمن قرنفلة من منظمة “أكساد”، عن موضوع الذكاء الاصطناعي ثورة في إدارة الثروة الحيوانية.

وأما الجلسة السابعة والأخيرة، فكانت بعنوان الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ترأسها المستشار الإقليمي للتكنولوجيا من أجل التنمية من ألأمم المتحدة، الإسكوا الدكتور نوار العوا..

وتحدث رئيس لجنة الأمن السيبراني بالاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات في لبنان المهندس علي علي عن دور الذكاء الاصطناعي في تحسين المراقبة الأمنية.

المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة NGT TECHNOLOGY في الإمارات العربية المتحدة محمد الغبرا، تحدث عن حلول الأمن السيبراني المدفوعة بالذكاء الاصطناعي للشركات الصغيرة والمتوسطة.

خبير الأمن السيبراني من سوريا جميل طويلة ، تحدث عن الاعتبارات الأخلاقية في الأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

وأخيراً في نهاية هذه الجلسة تحدث المهندس عبيدة أبو قويدر- خبير أمن سيبراني، عن دور الثغرة الخفية في منظومات الدفاع الذكية.

وناقش المشاركون في الجلسات مسارات الدبلوماسية الرقمية، والتحول الرقمي في الدول التي عانت من الحروب، ودورها بإعادة بناء الاقتصاد السوري وتعزيز التكامل الإقليمي، وتأسيس نموذج تنموي مُستدام، إضافة إلى استقطاب الكفاءات الطبية والتعليمية وتسريع عملية إعادة الإعمار، وضرورة إنجاز خطط معاكسة لهجرة العقول السورية، وتوفير بنية تحتية جاذبة للاستثمار والتكنولوجيا تدعم الشركات الناشئة، كما عبر الحضور ممن تابعوا جلسات المؤتمر على مدار يومين عن أهمية التشريعات الخاصة بالابتكار.

كما تضمنت جلسات المؤتمر الختامية توقيع ثلاث اتفاقيات، بين الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت وكل من وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ومنصة بيفول “Bevol” للإدارة وتنظيم العمل التطوعي، وذلك بحضور وزير الاتصالات وتقانة المعلومات.

إطار قانوني للتعاون

وفي تصريح لصحيفة الثورة بين المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات المهندس محمد بن عمر من تونس أهمية الاتفاقيات الثلاث التي تعد الإطار القانوني للتعاون بين الأطراف الموقعة عليها، والتي سيتبعها توقيع اتفاقيات متخصصة بمجالات معينة هدفها تطوير كل الدعم لوزارة الاتصالات، والقيام ببعض الدراسات التي تهدف إلى النهوض في قطاع الاتصالات والمعلومات من أجل رفع القطاعات الأخرى.

ورداً على سؤالنا عن النتائج التنفيذية الفورية لهذه الاتفاقيات بعد المؤتمر، أوضح بن عمر أن هذه الاتفاقية تنص على أنه سوف يكون هناك اتفاقيات متخصصة في مجالات معينة، مثل تطوير البنية التحتية، أو استعمال الإنترنت، وكل عملية لابد لها من تعاون، بحاجة إلى إمكانيات مادية وإلى إمكانيات بشرية، وبحاجة إلى إطار قانوني بين المنظمة، والوزارة، والاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات، وذلك من أجل تنفيذ مشاريع تعود بالنفع على قطاع الاتصالات في الجمهورية العربية السورية.

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصّة Bevol لإدارة العمل التطوعي المهندس بشار الحراكي لـ”الثورة”: إن المنصة تضم أكثر من 175 دولة حول العالم، وضمن 5 لغات و3 فئات، هم: الأفراد والمؤسسات غير الربحية، وشركات القطاع الخاص في بيئة التواصل الاجتماعي التفاعلية المتطورة، موضحاً أنه سيتم من خلال الاتفاقية تقديم منصة خاصة للاتحاد للتواصل مع الخبراء، وتقديم برامج وندوات تدريبية، لتطوير إمكانيات الشباب السوري وتأمين فرص عمل لهم.

وفي إشارة منه لدور الاتفاقية بتلبية تطلعات الطرفين، بين مدير إدارة التواصل والعلاقات العامة في الجمعية العلمية المعلوماتية السورية وسيم الأسعد أن الاتفاقية ستنبثق عنها مجموعة من العقود تخص التدريب والتأهيل والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، التي تشكل محاور للعمل عليها مستقبلاً وضمن المعايير العالمية.

البناء والبدء من جديد

وأشار رئيس الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت الدكتور فراس البكور في تصريح لـ”الثورة” إلى أهمية الاتفاقيات ثلاثية الأطراف، وتهدف إلى توجيه الدعم العربي لقطاع التكنولوجيا بجناحيه العام والخاص، بجهود وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، مؤكداً أن المؤتمر أظهر حماس السوريين للبناء والبدء من جديد، كاشفاً أنه يتم العمل لجعل المؤتمر سنوياً وضمن التوقيت نفسه في شهر أيار من كل عام.

وأضاف: إن هذا المؤتمر هو الخطوة الأولى ضمن سلسلة مؤتمرات التي ستعقد في سوريا، والتي تهدف إلى دعم الجهود في قطاع المعلومات والاتصالات، وتأتي أهمية تطوير قطاع المعلومات والاتصالات في سوريا أنه يبنى عليه تطوير كل القطاعات الاقتصادية.اختُتم المؤتمر الأول للذكاء الاصطناعي في سوريا، وسط تأكيد واسع على أن هذه التقنية لم تعد خياراً، بل ضرورة للمضي نحو مستقبل أكثر كفاءة وابتكاراً، ومع ما طرحه المشاركون من رؤى ومبادرات، يُتوقع أن يشكّل هذا الحدث نقطة انطلاق نحو خريطة طريق وطنية تسهم في بناء منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي، تعزز مكانة سوريا إقليمياً وعالمياً في هذا المجال الحيوي، الذي يمكن أن يؤديه الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاقتصاد السوري.