ثورة أون لاين -أحمد عرابي بعاج :
لم تجد تركيا في زمن حزب العدالة والتنمية وحكم الثنائي أردوغان – أوغلو، لم تجد نفسها في زمن أسوأ مما هي عليه الآن بسبب سياسة النفاق والانتهازية والغدر التي مارستها مع سورية منذ تآمرها عليها في بداية الأزمة وبعد أن باتت شريكاً رئيسياً في نزيف الدم السوري بعد أن فتحت لها سورية بوابة المشرق العربي كله وعلى حساب خسارة التجار والصناعيين السوريين، فما لبثت أن انقلبت على سورية وكشفت عن وجهها القبيح.
لقد قامت الحرب على سورية من قبل قوى متعددة إقليمية ودولية وأدوات محلية وكان الدور التركي فيها هو من أخطر الأدوار.
وقد ركزت حكومة تركيا وحزبها الأخواني على الاستفادة من عمليات التهريب وتجارة السلاح وتقديم الدعم اللوجستي والتدريبي للإرهابيين وفتحت لهم مدناً بأكملها على الحدود مع سورية واستثمرت المهجرين السوريين إلى أراضيها لتحقيق مكاسب على حساب مآسيهم، حيث تحولت حالة اللجوء إلى ما يشبه المعتقلات وقد أقامت تركيا معسكراتها قبل لجوء أي سوري إليها وبزمن يسبق تطورات الأزمة، بما يدل على أن هناك تخطيطاً مسبقاً للقيام بهذا الدور الابتزازي الذي تحاول أن تستثمره مجدداً في طرحها مسألة المناطق العازلة ومناطق حظر الطيران لكي تريح شركاءها من التنظيمات الإرهابية وتُوجد لنفسها موطئ قدم في الأراضي السورية تستفيد منه في مرحلة لاحقة.
لقد لعب الحاكم العثماني أردوغان وحزبه دوراً في تسويق نموذج حزبه كحزب إسلامي وسطي استقطابي ولعب على وتر مشاعر الإسلام والعرب والفلسطينيين وتصادم مع شمعون بيريز في تمثيلية هزلية في منتدى دافوس الشهير واتبعه في مسألة سفينة المساعدات إلى غزة والتي حصد من خلال أرواح من قضوا عليها دفعاً جديداً لكذبه ونفاقه ليصطاد الكثير عن طريق التهييج العاطفي دون أن يقدم على أي خطوة عملية تجاه القضية الفلسطينية أصلاً.
وانغماس أردوغان وأوغلو في الحرب على سورية والتحالف مع داعش وسواها من التنظيمات الإرهابية التي تنطلق وتعمل من الأراضي التركية بكل حرية وراحة يدل على أن تركيا ومن معها يقومون بالحرب على سورية بالأصالة عن نفسهم وبالوكالة عن إسرائيل الحليف الدائم لهم، وهو ليس بجديد ولا مخفي. وحرب غزة الأخيرة تشهد على ذلك، فخدمات الإطعام والمياه كانت تقدمه للجنود الصهاينة شركات تركية وهذا ليس مستغرباً.