الثورة – نيفين أحمد:
في خطوة استراتيجية تجمع بين البحث العلمي والإنتاج الوطني، يشكّل مشروع إنتاج بذار البطاطا محلياً أحد أبرز المشاريع الزراعية الوطنية الرائدة، ويسعى لتكريس الاكتفاء الذاتي وتأسيس بنية تحتية قوية في قطاع المحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها البطاطا.
كسر الاحتكار الأجنبي
مدير زراعة الأنسجة في مؤسسة إكثار البذار الدكتورة درية جمو أوضحت لـ”الثورة” أن المشروع يهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على بذار البطاطا من مرحلتي السوبر إيليت والإيليت، لتأمينها للمزارعين بأسعار مناسبة، ما يسهم في رفع إنتاجية الزراعة وضمان الأمن الغذائي.
وقالت جمو: نسعى من خلال هذا المشروع الى تقليص الاعتماد على البذار وكسر احتكار الشركات الأجنبية، مما يوفّر القطع الأجنبي ويمنع انتقال الأمراض والآفات المحمولة.
ولفتت إلى أن المشروع يسهم في تحسين دخل الأسر الريفية والمهجّرة وتوفير فرص عمل واسعة، مما يخلق أثراً تنموياً مزدوجاً اقتصادياً واجتماعياً.
من 262 إلى 3600 طن
وبينت الدكتورة جمو أن المشروع انطلق في عام 2005 بمنحة يابانية قيمتها 4 ملايين دولار، وبدعم من منظمات دولية كـالفاو وجايكا، وسجّل قفزات إنتاجية لافتة من 262 طناً عام 2005 إلى أكثر من 3600 طن عام 2009، ما يعكس النمو السريع والإدارة الفعالة.
وأضافت: يتم اختيار المزارعين والمواقع وفق معايير صارمة تشمل العزل الجغرافي الدورة الزراعية النظيفة الفحوصات المخبرية الخبرة والتعاون، وذلك لضمان سلامة الإنتاج ونقاوة الأصناف وخلوّها من الفيروسات.
وأكدت أن البذار تخضع لعمليات فرز دقيقة وتخزين مبرد ضمن شروط خاصة تحافظ على جودته، تشمل تعقيم المستودعات والتحكم بالرطوبة والحرارة، إضافة إلى مراقبة دورية من لجان فنية متخصصة.
رؤية مستقبلية واعدة
وأشارت جمو إلى أن الرؤية المستقبلية ترتكز في تطوير المشروع على تأهيل الكوادر الفنية وتحديث أساليب الإنتاج والتخزين، والتعاون مع المنظمات الدولية وتفعيل الدعاية والإرشاد الزراعي.
ونوهت بأن هذا المشروع ليس فقط زراعة بطاطا، بل هو زراعة وطنية، وركيزة قوية نحو اقتصاد زراعي مستقل، ينهض من الداخل، ويصون الغذاء من الخارج.
وحول آلية المشروع، أشارت مدير زراعة الأنسجة إلى أن المشروع يتكون من أربع مراحل مترابطة يشهدها إنتاج بذار البطاطا، وهي المرحلة المخبرية عبر عزل وزراعة الميرستيم القمي لإنتاج شتول خالية من الأمراض الفيروسية، والبيوت الزجاجية عبر إنتاج جيل الأمهات في بيئة محمية ومعقّمة وفق أعلى معايير النقاوة الوراثية، والشبكية لإنتاج بذار سوبر إيليت في مناطق معزولة، مع مراقبة صارمة لنسبة الإصابة الفيروسية.
أما الحقول المفتوحة،فهي لإنتاج بذار معتمدة في أراضٍ مخصصة ومختارة بعناية، مع تطبيق شروط العزل والرقابة الحقلية.