من قطيعة إلى فرصة.. كيف أضرّ نظام الأسد بالعلاقة الأميركية-السورية؟

الثورة – نيفين أحمد:

تشهد العلاقة السورية الأميركية تحسناً متسارعاً منذ التحرير وانتصار الثورة واندحار النظام البائد.

وكان للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع دورا كبيرا في تغيير كل المسارات والمعادلات السياسية الدولية ،ولاسيما إرادته الحقيقة في الانخراط بمشروع وطني جامع، حيث قلب الموازين في فترة قصيرة على المستوى الدولي من إعادة العلاقات والانفتاح، وآخرها اللقاء التاريخي الذي حصل بين الرئيس الشرع ونظيره الأميركي ترامب والذي أثمر عن رفع العقوبات عن سوريا والتي تسبب بها النظام المخلوع.

فقد اتسمت العلاقات بين دمشق وواشنطن بالتقلب والحذر غير أن تحوّلات العقدين الماضيين، ولاسيما منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 والتي حولها نظام الأسد إلى حرب على شعبه، كشفت عن عمق الشرخ الذي سببه نظام الأسد في مسار العلاقة مع الولايات المتحدة.

ومع بدء الحديث عن تخفيف أو رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا، يبرز تساؤل جوهري.. كيف أوصل النظام العلاقة إلى هذا المستوى من العداء والذي يمكن استخلاصه من تجربة الصدام الطويل.

علوان: النظام البائد رهن سوريا لمشاريع عبثية

الباحث بمركز جسور للدراسات والمحلل السياسي وائل علوان قال في تصريح لـ “الثورة”: إن الجوع والقهر والمعاناة التي عاناها الشعب السوري، كانت حتى قبل فرض العقوبات الأميركية، حيث أغرق نظام الأسد البلاد قبل 2011 بالفساد وبدور فوضوي على مستوى المنطقة وكانت سورية ترتهن شيئاً فشيئاً إلى المحور الإيراني، وبعد عام 2011 زادت الفوضى بسبب عنجهية النظام والأداة الدموية التي استخدمها وازدياد النفوذ الإيراني بشكل كبير جدا.

وأشار الخبير إلى أن النظام البائد لم يقدر قيمة سوريا حيث رهنها لمشاريع عبثية على مستوى المنطقة .

وأضاف قٌدمت للنظام السابق فرص كثيرة لتغيير سلوكه وطريقته التي كان يتعامل بها، ومن هذه الفرص إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، كما خففت عنه العقوبات بعد زلزال فبراير 2022 وقبلها عند جائحة كورونا، إلا أنه في العام الأخير كان واضحاً لحكم النظام المخلوع أنه لا يستجيب لأي فرص قدمت له وكان مستمر في سلوكه وفي جعل سوريا محوراً لفوضى المنطقة.

تصدير الإرهاب

وتابع الباحث لقد أغرق الأسد المحيط الإقليمي بالكبتاغون، كما أغرق أوروبا باللاجئين ،وبالتالي صدر الإرهاب إلى كل دول العالم ،لاسيما رهن سوريا للمشروع الإيراني .

وأكد علوان أن عدم استجابته جعلت الشعب السوري وحلفاءه يصلون إلى حالة اليأس مع هذا النظام المجرم ليستمر بانتفاضته ليحقق حريته التي نالها ورحب بها العالم كله والذي يريد استقرار وهدوء المنطقة. وأوضح الباحث أن الانتقال السياسي الذي حصل بسوريا هو ليس انتقال بالسلطة من حزب لحزب وليس انتقال سلطة من رئيس لرئيس، إنما هو إعادة تموضع لسوريا في مكانها الصحيح لتكون أداة لاستقرار المنطقة وجزء من مشروع التنمية في المنطقة بدلاً من أن تكون محور الفوضى في المنطقة، وهو ما جعلها محط ترحيب من المحيط الإقليمي للدول، وخاصة “تركيا والدول العربية ولاسيما قطر والسعودية” إضافة إلى بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، وبالأخص من واشنطن والتي سارعت إلى دعم التحول السياسي في سوريا،إضافة إلى دعم الاستقرار كونها جزء أساسي من استقرار المنطقة. رغم التعاون الاستخباراتي بين واشنطن ودمشق بعد أحداث 11 أيلول لم يكن هذا كافياً لتجاوز الاتهامات الأميركية للنظام بدعم جماعات متطرفة، مثل حزب الله اللبناني وفصائل مسلحة داخل العراق، وُضع النظام على قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ الثمانينات وظل هذا التصنيف حجر عثرة أمام أي تطبيع سياسي.

قمع الثورة

أحدثت الطريقة الوحشية التي تعامل بها النظام مع انتفاضة الشعب السوري عام 2011 تحولاً حاسماً في الموقف الأميركي من استخدام السلاح الكيماوي وارتكاب مجازر موثقة، حوّل سوريا إلى مسرح لصراع دولي معقّد وعزّز عزلة دمشق، حيث ردت واشنطن بدورها بعقوبات متتالية كان أبرزها “قانون قيصر”، الذي استهدف مفاصل الاقتصاد السوري والنخبة المرتبطة بالسلطة.

تحالفات مضادة لمصالح واشنطن

اختار النظام الاصطفاف الكامل مع موسكو وطهران، خصمي واشنطن الاستراتيجيين، والوجود الإيراني العسكري في سوريا، وتمدد الحرس الثوري عبر الجغرافيا السورية وفتح الأبواب للقواعد الروسية، كل ذلك عُدّ تحدياً مباشراً لنفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ما فاقم التوتر بين الطرفين.

ويرى خبراء، أنه نتيجة هذه السياسات لم يقتصر أثر العقوبات والانهيار الدبلوماسي على النخبة الحاكمة فقط بل انعكس مباشرة على الاقتصاد السوري، ما أدى إلى تدهور معيشي واسع ونزوح جماعي، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وقد جاءت العقوبات الأميركية نتيجة سلوك النظام ونتيجة الجرائم الكبرى التي ارتكبها، حيث أصبح الشعب السوري غارقا في الأزمات، وجعل النظام سوريا دولة منبوذة على المسرح الدولي، وكان الشعب هو الخاسر الأكبر في حرب سياسية لم يخترها.

لكن الآن وبعد المبادرة من الشقيقة السعودية، وسياسة الشرع الحكيمة، يشكّل رفع العقوبات فرصة جديدة و تحوّل تكتيكي في السياسة الأميركية.

آخر الأخبار
الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً