المهارات الريادية.. الطريق إلى النجاح باحثون لـ”الثورة”: تطوير السياسات التعليميّة وتضمين التعليم الريادي

الثورة – غصون سليمان:

المهارات الريادية في ظلّ التحّولات العالمّية، “دراسة مقارنة بين طلبة التعليم الثانوي وطلبة التعليم الجامعي”، من الأبحاث العلمية القيمة التي شارك بإنجازها فريق من الباحثات في جامعة دمشق “د. علا الحلاق، د. صباح عاصي، د. آلاء أبو ناصر، د. نبال الملقي، أ. كندة لقموش، د. غنى موسى”، ونوقش البحث في مؤتمر الحوار الديموقراطي الذي عقد مؤخراً عبر شاسة زووم، برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الله مجيدل- جامعة دمشق، والخبير التربوي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – الألكسو.

هدف البحث

هدف البحث الذي قدمته د.علا الحلاق باسم الفريق هو التعرُّف على واقع تعليم المهارات الرياديّة في ظلّ التحولات العالميّة لمرحلتي التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، وتحقيقاً للهدف استخدم الفريق المنهج الوصفيّ التحليلي، وبتمويل من الهيئة العليا للبحوث العلمية، وتم إعداد استبياني التعليم الثانوي والتعليم الجامعي لقياس درجة اكتساب الطلبة لهذه المهارات، والتي اشتملت على أبرز المهارات اللازمة للطلبة “عينة البحث” في مجال التعليم الرياديّ، وبعد التأكّد من صدقهما وثباتهما، جرى تطبيقهما على عيّنة تمثلت بـ(412) طالباً وطالبة من طلبة التعليم الثانوي و(1034) طالباً وطالبة من طلبة التعليم الجامعي للعام الدراسيّ 2022-2023، وخلص البحث إلى النتائج الآتية:

– أشارت نتائج البحث إلى وجود فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات طلبة التعليم الثانوي أفراد عينة البحث، يعزى لمتغير الجنس لمصلحة الإناث، ووجود فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات طلبة التعليم الثانوي أفراد عينة البحث يعزى لمتغير الفرع الدراسي لمصلحة الفرع الأدبي، ووجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث في درجة اكتساب طلبة التعليم الجامعي للمهارات الريادية تعزى لمتغير الكلية.

 

وبناءً على نتائج البحث أوضحت الدكتورة الحلاق أنه قُدّمت مجموعة من المقترحات تتعلّق بضرورة إدراج المهارات الريادية، ومناهج خاصة بالتعليم الريادي في مراحل التعليم الثانوي والجامعي، وإنشاء المراكز المسؤولة عن تعزيز روح الريادة والمهارات الريادية في الجامعات.

مقاصد البحث

يُعد الاهتمام بمواكبة التطورات والتحولات العالميّة والثقافة الرياديّة أمراً ضرورياً لدى جميع الدول التي تسعى لتطوير اقتصادها وتحاول استحداث آفاق جديدة للتنمية في جميع مناحي الحياة، وخصوصاً أن فرص العمل الحاليّة أصبحت تتطلب أجيالاً ريادية مبدعة وقادرة على المنافسة العالميّة، وهذا ما يبرر التفكير بتطوير السياسات التربويّة والتعليميّة وتضمين التعليم الريادي في مختلف المراحل الدراسية، بدءاً من المراحل الدراسية الأولى ووصولاً لمرحلة التعليم الجامعي، نظراً لأهميته في تأهيل الطلبة ليس فقط للحصول على مهنة في المستقبل، وإنما التأهيل للعمل المستقل وإقامة المشاريع الريادية؛ ولذلك بات من الضروري تبنّي التعليم الريادي من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي.

وبناءً على ما سبق أشارت الدكتورة الحلاق إلى أنه تم إعداد دراستين استطلاعيّتين بهدف تعرّف المهارات الرياديّة التي يكتسبها الطلبة في مرحلتي التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، وذلك لأن هاتين المرحلتين ترتبطان ببعضهما البعض ارتباطاً وثيقاً، ولذلك طُبِقت الدراسة الاستطلاعية الأولى على (30) طالباً وطالبة من مرحلة التعليم الثانوي، والدراسة الاستطلاعية الثانية على (30) طالباً وطالبة من طلاب السنوات الأخيرة من مرحلة التعليم الجامعي حول مدى معرفتهم بالمهارات الرياديّة.

تبين أن (77 بالمئة) من طلبة التعليم الثانوي ليس لديهم أي معلومات عن الريادة من خلال دراستهم، بينما كانت نسبتهم في التعليم الجامعي (81 بالمئة)، ولديهم الرغبة باكتساب هذه المهارات.

وفي ضوء ما سبق يتضح لدينا غياب الاهتمام بالتعليم الريادي بشكل مباشر، بالرغم من أن الطلبة يلاحظون بعض انعكاساته على عناصر العملية التعليمية.

وأوضحت أنه كان لا بدّ من دراسة مقارنة للمهارات الريادية بين طلبة التعليم الثانوي وطلبة التعليم الجامعي في ظلّ التحولات العالميّة، لتعرّف المهارات الريادية التي يكتسبها الطالب خلال دراسته، والمهارات الريادية التي يكتسبها من مصادر أخرى، بهدف تحديد المهارات والمفاهيم الريادية الخاصة بالمرحلتين (الثانويّة، والجامعيّة)، التي يُفترض أن تكون نسبة اكتساب الطالب لها من خلال الدراسة أكبر من نسبة اكتسابها من مصادر أخرى؛ لأن تجاهل الريادة في التعليم سيحول دون إمكانية استفادتهم من المعارف والمعلومات والمهارات المكتسبة في المدارس والكليات بما يتوافق مع التحولات العالميّة.

وفي ضوء ما سبق يمكن تلخيص مشكلة البحث في السؤال الآتي: ما واقع المهارات الريادية لدى طلبة التعليم الثانوي والجامعي في ظل التحولات العالميّة؟

هنا تبرز أهميّة البحث في عدة نقاط منها: موضوع المهارات الرياديّة الذي يعد مطلباً تربوياً ملحاً في ظل التحولات العالميّة وانعكاساتها على التعليم والاقتصاد والتنافسيّة والتوظيف.

الأمر الثاني: هو الواقع المتغيّر لسوق العمل في ظل التحولات العالميّة، والذي يستدعي توفير خريجين على كفاءة عالية ويمتلكون مهارات رياديّة تؤهلهم للمنافسة في السوق المحلّي والعالمي.

وقد يفيد البحث صانعي السياسات التربويّة والتعليميّة في تحديد المهارات والمفاهيم الرياديّة التي أصبح من الضروري دمجها في العمليّة التعليميّة، وإكسابها للخريجين ليصبحوا روّاد أعمال قادرين على التعامل مع متطلّبات سوق العمل المتجددة.

أيضاً قد يلفت هذا البحث أنظار الطلبة للتوجّه نحو العمل الحر والتوظيف الذاتي، وإنشاء المشروعات الصغيرة القائمة على الابتكار والإبداع، وبالتالي يمكن أن تساعد نتائج البحث في تحديد آليّة تحقيق التوازن بين مدخلات ومخرجات العمليّة التعليمية من جانب المهارات الرياديّة.

تقصي واقع التعليم

التفاصيل التي ركز عليها البحث الميداني بجوانبه المختلفة هو تقصّي واقع تعليم المهارات الرياديّة في ظل التحولات العالميّة لمرحلتي التعليم الثانوي والجامعي، كما ذكر آنفاً بغية التوصل لقائمة المهارات الرياديّة المناسبة للمرحلتين الثانوية والجامعية.. ومقارنة المهارات الرياديّة التي يكتسبها الطلبة خلال دراستهم لهاتين المرحلتين، مع تحديد مفهوم المهارات الرياديّة وتضمينها في التعليم بما يحقّق التوازن بين المدخلات والمخرجات في ضوء التحولات العالميّة.

وناقش البحث في مقترحاته- حسب الدكتورة الحلاق:

– ضرورة إدراج المهارات الريادية، ومناهج خاصة بالتعليم الريادي في مراحل التعليم الجامعي، إلى جانب إدراج مفاهيم الريادة والابتكار ضمن المقررات الدراسية لمراحل التعليم ما قبل الجامعي.

– إنشاء المراكز المسؤولة عن تعزيز روح الريادة والمهارات الريادية في الجامعات بما يحقق الميزة التنافسية المستدامة.

– تضمين مهارات التعليم الريادي ضمن الخطط الاستراتيجية للجامعة.

– إقامة معارض تثقيفية، وورش عمل يتم من خلالها عرض مشاريع الطلاب الريادية وتطبيقها وتقديم الدعم والتوجيه المناسب لها من قبل القائمين، وبما يسهم في تجهيز هؤلاء الطلبة لمستقبل مهني ناجح يواكب تطورات سوق العمل.

– استضافة رواد أعمال محليين لمناقشة تجاربهم وكيفية البدء في المشاريع الخاصة، ما يتيح للطلاب تعلم مهارات حقيقية من الواقع.

– دعم وتشجيع المبادرات والمشاريع التطوعية التي تعزز الروح الريادية وتوفر للطلاب فرصاً حقيقية للتفاعل مع المجتمع المحلي.

– تنظيم محاضرات ومناظرات علمية ضمن المدارس والجامعات حول مفهوم التعلّم الريادي ومسارات التعليم المتعددة، والتي تسهم بتزويد الطلاب بأمثلة عمليّة وملهمة عن النجاح والتحديات في ريادة الأعمال.

– تنظيم دورات تدريبية (للمعلمين ولأعضاء الهيئة التدريسية) تركز على تعليم وتنمية المهارات الريادية، وتزودهم بالأدوات والموارد التي تساعدهم في تدريس هذه المهارات بشكل فعال لطلابهم.

بطاقة تعريف بالفريق

الذي أعد البحث:

د. علا سمير الحلاق: مدرّسة في الجامعة الافتراضية السورية.

د. صباح عبد القادر عاصي: أستاذ مساعد في جامعة ظفار- كلية الآداب والعلوم التطبيقية- قسم التربية.

أ. كندة عبد الرزاق لقموش: جامعة دمشق- كلية التربية.

د. نبال محمد عيسى الملقي: محاضرة في جامعة دمشق- كلية العلوم الصحية.

د. آلاء حسن أبو ناصر: عضو هيئة تدريسية في جامعة دمشق – كلية التربية – قسم المناهج وطرائق التدريس.

د. غنى محمد جهاد موسى: محاضرة في جامعة دمشق، ومدرّسة في الجامعة الافتراضية السورية.

آخر الأخبار
درعا.. منح مالية لمعتقلي الثورة المحررين إزالة التعديات على شبكة المياه في  قدسيا بعد 14 عاماً من الغياب ..فعاليات متنوعة لمهرجان التسوق في الزبداني تركت ارتياحاً في الأوساط الصناعية.. اتفاقيات سورية تركية تدعم الشبكة الكهربائية آفاق جديدة للدعم الطبي.. سوريا والنرويج نحو شراكة مستدامة "المالية" تستعرض أرقام النفقات والإيرادات للموازنة العامة الشرع وعبد الله الثاني: المجلس التنسيقي يفتح مرحلة جديدة بين البلدين "تجارة دمشق" تلغي شرط التأمينات الاجتماعية الغريواتي لـ"الثورة": يدفع الكثير من التجار للتسجيل بالغر... أردوغان: رفع العقوبات عن سوريا خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار مستقبل احتياطات العالم ومخاطر العملة الواحدة  احتياطي الصين في زمن الاضطراب ..تفكيك الاعتماد على الد... انطلاق أولى قوافل الحجاج من مدينة حماة "نادي الإعلاميين السوريين في قطر".. خطوة مهنية لتعزيز الحضور الإعلامي في الخارج ٨ باصات جديدة بالخدمة في اللاذقية تنفيذي جديد لتجارة و صناعة طرطوس السوريون بين مرحلتين:  الخوف "من الدولة" إلى الخوف "على الدولة" نمذجة معلومات البناء BIM في  حمص "انهض بمدينتك".. تحسين الواقع الخدمي في درعا مشروع فردي باستثمار ذكي  " السماد العضوي" في  "مجبر" طرطوس يؤمن عشرات فرص العمل  ما قصة تعزيز روسيا لقواتها قرب فنلندا.. تحضير للحرب أم استعراض للقوة؟ مخلفات الحرب.. إرث قاتل يخطف الأرواح