الثورة:
إعلان الولايات المتحدة الأميركية قرار رفع العقوبات عن سوريا، وإعلان الاتحاد الأوروبي برفع بقية العقوبات الأوروبية، لم يحصلا لو لم تكن هذه الدول مقتنعة بأن هذه العقوبات أصبحت عقبة كبيرة أمام استقرار سوريا وتعافيها، بعد 14 سنة من الحرب المدمرة التي شنها النظام المخلوع على شعبه.
وجميع التصريحات الرسمية، الأميركية منها والأوروبية التي واكبت إعلان هذه القرارات التاريخية أكدت أن هذه الدول على استعداد كامل لدعم الحكومة السورية، بكل ما تحتاجه من أجل البدء بدمج سوريا في المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي، بعد أن تمت إزالة الحواجز الرئيسة التي كانت تعيق تدفق رأس المال والتكنولوجيا وتعامل الدول والمنظمات والشركات مع الدولة السورية.
وما يزيد من آمال السوريين في قرب تحقيق التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، والوصول إلى حالة من الأمن والاستقرار والازدهار، هو الزخم العربي والتركي الذي كان له الدور الأبرز في رفع العقوبات التي أضرت بالشعب السوري أكثر من ضررها بالنظام المخلوع الذي كان سبباً بفرضها.
وفي ظل هذا المناخ العربي والدولي الإيجابي، يبقى العامل الحاسم والأساس في تحقيق التحول السوري الموعود، هو العمل الجاد من جانب الحكومة لتهيئة البيئة المناسبة للانفتاح الدولي، بما يسهم باستقطاب الاستثمارات بكل أشكالها، وكذلك بناء علاقات سياسية واقتصادية مع الأشقاء والأصدقاء، للدفع بعجلة الاقتصاد للدوران، وهو ما يعول عليه في قادم الأيام لتأمين احتياجات الشعب السوري، وتحقيق الازدهار والرفاهية له بعدما حرم منها عشرات السنين.
